أحمد ياسين
عدد الرسائل : 413
العمر : 25
تاريخ التسجيل : 03/04/2007
 |  موضوع: الصورة التى أذهلت العالم  الجمعة مايو 18, 2007 12:17 am | |
| الصورة التى أذهلت العالم بسم الله والحمد لله , أما بعد
ففى آخر رحلة أطلقت فيها وكالة ( ناسا NASA الفضائية ) مركبة فضائية لتصوير الأرض من الفضاء بدت الأرض كالمعتاد كلها مظلمة ما عدا بقعتين اثنتين ظهرتا مضيئتين بنور ساطع واضح وهما الكعبة المشرفة بمكة المكرمة , والمسجد النبوى الشريف فى المدينة المنورة , وهذه الصورة تناقلتها وكالات الأنباء , وقد أذهلت مركز ناسا للفضاء , وعندما نشرت أذهلت العالم أجمع , وهذه الصورة تحمل فى طياتها عدة مسائل تحتاج لتوضيح وبيان
أولاً : التثبت فى نقل الأخبار
الدنيا أشبه بقرية صغيرة وما من يوم إلا وتسمع فيه عشرات الأخبار المثيرة , وقد حذرنا سبحانه من نقل الكلام على عوانه فقال سبحانه : ( إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) فلابد من التثبت والحيطة وهذه الأمة التى نتشرف بالإنتساب لها هى أمة إسناد , والإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء , قال تعالى بشأن قصة الإفك : ( إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم ) ولما سمع أبو بكر رضى الله عنه من المشركين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قذ أسرى به قال : إن كان قال فقد صدق . ويخطىء كثير من الناس حين يحرصون على أن يتضمن القرآن كل نظرية علمية وكلما ظهرت نظرية جديدة التمسوا لها محملاً فى آية يتأولونها بما يوافق هذه النظرية , وهذه النظريات ليست حقائق يقينية بل قد تتبدل وتتغير , وشأن المسلم أن يصدق شرع الله ويكذب الواقع إن خالف ذلك , ولسان حاله ينطق " آمنت بالله وكذبت عينى " وقد أخبر الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه عن فشو الكذب قرب قيام الساعة فقال : " سيكون فى آخر أمتى أناس يحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا أباؤكم فإياكم وإياهم " رواه مسلم ، وقال : " إنها ستأتى على الناس سنون خداعات يُصدَّق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق ..." الحديث رواه أحمد وقال ابن كثير : إسناده جيد .
ثانياً : صور الإعجاز كثيرة
برهن سبحانه على صحة القرآن وأنه تنزيل من رب العالمين , وقد دعا سبحانه الإنس والجنوالناس عبر العصور وكر الدهور على الإتيان بسورة من مثل هذا القرآن , فما استطاعوا مواجهة التحدى وبث فى كتابه الكريم الكثير من صور الإعجاز الطبى والفلكى والتشريعى ..... ولا زالت الحقائق العلمية وغيرها تتكشف وليس فيها ما يخالف آية من كتاب الله تعالى وكون القرآن كتاب هداية , لا يمنع من ورود اشارات علمية سيقت مساق الهداية , هذه الإشارات تعقد من أجلها المؤتمرات بين حين وآخر , قال تعالى ( سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ) فصلت 53 وقد أمر جل وعلا عباده بإطلاق البصر للتدبر والتأمل فى الآيات المبثوثة على صفحات الكون وفى كل شىء له آية تدل على أنه الواحد
ولا شك أن العصر الذى نعيشه هو عصر الانبهار بالعلم والافتتان به فبيان هذا الإعجاز العلمى من دواعى الإيمان بالقرآن والتصديق بأنه تنزيل من رب العالمين , والآيات التى تضمنت اشارات علمية تزداد عظمة ووضوحاً كلما تقدم العلم ولا يخفى أن الحق مقبول من كل من جاء به والباطل مردود على صاحبه كائناً من كان والحق ما وافق الكتاب والسنة , والكل يعلم مدى عجز البشرية عن إدراك الكثير من أسرار هذا الكون رغم إدعاءات التطور والتقدم والتحضر
ثالثاً : الآيات كثيرة واضحة فلماذا لا يؤمنون ؟؟
لا يسعك إلا أن تردد وتقول نعوذ بالله من الخذلان , فرغم كثرة الآيات ووضوحها , ورغم أن الصور والمشاهد تلوى الأعناق وتدعو للإيمان إلا أن هؤلاء يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون , ما زال الناس فى أوربا يجثون أمام صورة العذراء , وفى روسيا يطوفون حول قبر لينن وفى أفريقيا يعبدون الأصنام , ما زال البعض يعبد البقر والأحجار والأشجار , والبعض الآخر يزعم أن الدماء الزرقاء تجرى فى عروقه فيجيز لنفسه أن يُشرع مع الله , أى مظاهر الجاهلية الأولى وصور الشرك القديمة مازالت موجودة ويضاف إليها الفلسفات العصرية التى انبهرت بها البشرية كالديمقراطية وغيرها والكثرة من هؤلاء لم تعرض عن الحق لعدم معرفتها به أو لعدم رؤيتها للآيات الداعية إلى الإيمان , كلا فقد شابهوا أوائلهم فى الضلال والخذلان , قال تعالى فى فرعون وقومه ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ) أى أنهم كانوا على يقين من أن موسى عليه السلام على الحق المبين ولذلك قال موسى لفرعون ( لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر وإنى لأظنك يا فرعون مثبوراً ) , ووصف سبحانه الكفار بأنهم يعرفون النبى صلى الله عليه وسلم كما يعرفون أبنائهم وأنهم يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها , فهل تابعوا النبى صلى الله عليه وسلم أو شكروا نعمة الله عليهم ؟ ! وصفحات الكتاب المتلو المقروء مملوءة بالآيات البينات فهل رفعوا بها رأساً وما من يوم يمر إلا ونسمع عن مؤتمر بالإعجاز الطبى أو العلمى ...فهل آمنوا بالله رباً أو بالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً وهل استطاعوا مواجهة التحدى فى الماضى والحاضر والمستقبل رغم ادعاءات العلم والتطور وقد قيل لهم ( فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التى وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين ) البقرة 24 فقطع القرآن بأنهم لن يفعلوا , وبذلك ثبت عجزهم عن مواجهة التحدى , وإذا كان هذا هو شأن المخذولين أيضاً قرب قيام الساعة فكثرة من الجهال والاعراب والنساء ستتابع الدجال على كفره وضلال ورغم أن الصادق المصدوق صلىالله عليه وسلم أخبر عن أحواله وأنه أعور العين اليمنى ومكتوب بين عينيه كافر !! وستطلع الشمس من مغربها ويشاهدها الناس ويصبح الغيب شهادة ورغم ذلك لن تقوم الساعة إلا على شرار الخلق ولن تقوم الساعة وأحد فى الأرض يقول الله الله , فاثبت أنت على إيمانك وأسلم وجهك لله ولا تنبهر بكثرة زائفة ولا تتردد إذا رأيتهم رغم وضوح الايات لا يؤمنون , فهؤلاء لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها الآيات الواضحات ولهم آذان لا يسمعون بها داعى الحق ظلموا أنفسهم بانحرافهم عن منهج الله وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون قال تعالى ( وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون وانتظروا إنا منتظرون , ولله غيب السموات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون )
رابعاً : الدنيا مظلمة طالما خلت من نور الوحى
من أسمائه سبحانه وتعالى : النور , وقد وصف جل وعلا كتابه بالضياء ومن أعرض عن الوحى المنزل فهو فى الظلمات سواء كان فرداً أو دولة , قال تعالى ( أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشى به فى الناس كمن مثله فى الظلمات ليس بخارج منها ) فالظلم ظلمات وأعظم الظلم أن تجعل لله ندا وهو خلقك والبشرية اليوم تعانى من غربة شديدة وظلم وظلام دامس نتيجة الكفر بخالق الأرض والسموات ولا سبيل لأن تثوب إلى رشدها وتُهدى إلى صراط مستقيم إلا بأن تستنير بنور الوحى الذى أنزله الله وآمن به المؤمنون فأحياهم به وجعلهم يمشون به بين الناس وهذا النور أصله فى قلوبهم ثم تقوى مادته فتتزايد حتى تظهر على وجوههم وجوارحهم وأبدانهم بل وثيابهم ودورهم يبصره من هو من جنسهم وإن كان سائر الخلق له منكرون فإن كان يوم القيامة برز ذلك النور وصار بايمانهم يسعى بين أيديهم فى ظلمة الجسر حتى يقطعوه وهم فيه على حسب قوته وضعفه فى قلوبهم فى الدنيا ( الله نور السموات والارض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح , المصباح فى زجاجة , الزجاجة كأنها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضىء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدى الله لنوره من يشاء ويضرب الله الامثال للناس والله بكل شىء عليم )
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]سبحان الله
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
| |
|
