منتديات شباب العرب لكل العرب مدير المنتدى / سعيد حسين ياسين العطـار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات شباب العرب لكل العرب مدير المنتدى / سعيد حسين ياسين العطـار

لكل شاب ولكل فتاة في الوطن العربي والعالم الاسلامي اهديكم هذا العمل لوجه الله تعالى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ألغام في طريق الاحتشاد الوطني بقلم.. فهمي هويدي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
said63
منتديات شباب العارب
منتديات شباب العارب
said63


عدد الرسائل : 4133
العمر : 61
تاريخ التسجيل : 14/02/2007

ألغام في طريق الاحتشاد الوطني  بقلم.. فهمي هويدي Empty
مُساهمةموضوع: ألغام في طريق الاحتشاد الوطني بقلم.. فهمي هويدي   ألغام في طريق الاحتشاد الوطني  بقلم.. فهمي هويدي I_icon_minitimeالأربعاء مايو 16, 2007 9:54 pm

ألغام في طريق الاحتشاد الوطني
تتت                  هه
بقلم: فهمي هويدي
ليس صحيحا أن طرفا المأزق الذي نواجهه هما الأنظمة والمجتمعات التي أصابها الوهن، ولكن هناك طرف ثالث مسكوت عن دوره يتمثل في المثقفين، الذين أصبحوا جزءا من المشكلة ولم يعودوا عنصرا في حلها.
(1)
كأننا بصدد موسم استدعاء ملف الهم العربي، أو قل إننا صرنا إزاء شعور طاغٍ بوطأة المأزق الذي يؤرق الضمير العربي، خصوصا مع تزايد مؤشرات الانسداد التي أشاعت في الأوساط درجات مختلفة من التشاؤم والإحباط. فقد كان موضوع المأزق بكل عناوينه محل مناقشات موسعة من جانب حوالي مائتين من المثقفين العرب خلال الشهرين الأخيرين، في ست مدن عربية على الأقل، في القاهرة والاسكندرية ودمشق والمنامة وعمان والشارقة. لم أشترك في كل هذه المنتديات، لكني قرأت ما نشر عن بعضها، وشاركت في البعض الآخر. فقد كان لي ورقة في ندوة «مركز الخليج للدراسات« بالشارقة حول العوامل الداخلية والخارجية التي أسهمت في تشكيل المأزق، كما كانت لي محاضرة قدمتها في مؤسسة «شومان« بالعاصمة الأردنية حول مسئولية المثقف إزاء المأزق. وفي ندوة الشارقة وزع علينا الدكتور خير الدين حسيب، مدير مركز الدراسات العربية في بيروت، حصيلة المناقشات والأبحاث التي عكف المركز على إجرائها خلال السنوات العشر الأخيرة حول «المشروع النهضوي العربي«، وهو المشروع الذي نوقشت بعض جوانبه في المؤتمر القومي الذي عقد بالبحرين قبل أسبوعين. وقد كتب الدكتور حسن نافعة مقالا مستفيضا عن الندوات الأخرى نشرته له جريدة «الحياة« اللندنية في 2/5، تحت عنوان «أمة تبحث عن طريق للخلاص«، قال فيه إن القلق على المصير هو القاسم المشترك الأعظم بين المشاركين في تلك الندوات. لست في وارد استعراض ما جرى في تلك اللقاءات، إلا بالقدر الذي يستلزمه سياق الزاوية التي اخترتها موضوعا لهذه المقالة. لكنني أردت بالإشارة إليها أن أدلل على أن الهم العربي بات يؤرق الجميع، وأن القلق والحيرة إزاء المستقبل في أعلى درجاتهما، في جميع العواصم العربية بلا استثناء. ولا غرابة في ذلك، في ظل شيوع الإدراك بأن العالم العربي أصبح جسما بلا رأس، وأن الجسم تراجعت عافيته حتى أصبحت أجزاؤه وأطرافه موزعة بين الافتراس والخضوع. أعني بين ما صار منها مستباحا لقوى الهيمنة، كما في فلسطين والعراق ولبنان والسودان والصومال، وبين ما غدا ملحقا بتلك القوى ومعينا لها، على النحو الذي يعرفه الجميع ولا يحتاج إلى بيان.
(2 )
دور الخارج في أزمة العالم العربي لا يمكن إنكاره، وما نشهده الآن من تجليات تمثلت في الاحتلال والإملاء والاختراق يشهد بذلك. الأمر الذي يعيد إلى الأذهان خرائط القرن التاسع عشر، حين تحولت إلى منطقة نفوذ للدول الغربية الكبرى، وإن تغير فيها الراعي، بحيث حلت الولايات المتحدة محل الإنجليز والفرنسيين. لكن الحق ليس على الطليان وحدهم، كما يقول المثل الشائع، ذلك ان هشاشة الداخل وضعف مناعاته تظل في مقدمة العوامل التي ساعدت قوى الهيمنة على بلوغ أهدافها في التمكين والتفكيك اللذين لا تخطئهما عين. وكما أن دور الخارج سلطت عليه الأضواء بدرجة أو أخرى، فإن كتابات كثيرة تناولت بالشرح والتحليل دور الاستبداد الداخلي في إضعاف المجتمعات العربية على نحو أصاب المؤسسات المدنية بالشلل والعجز. ولئن حملت الأنظمة القسط الأكبر من المسئولية عن مأزق الداخل، فإنني أزعم أن المثقفين أيضا كان لهم دورهم السلبي الذي يحملهم بقدر غير قليل من تلك المسئولية. لست أملك معيارا لتحديد نسبة أولئك المثقفين، ولا أستطيع أن أتجاهل دور مثقفين شرفاء آخرين ظلوا قابضين على الجمر، فحافظوا على استقلالهم وثبتوا في مواقعهم مدافعين عن القيم النبيلة للمجتمع. الأولون الذين أعنيهم إما تم استيعابهم في اللعبة السياسية وصاروا جزءا منها، أو أنهم انخرطوا في الاستقطاب فأداروا ظهورهم للتحديات المصيرية التي تواجه الأمة، وغرقوا في مستنقع التفكيك بمختلف طبقاته. بكلام آخر، فإن السياسي نجح في أن يستوعب الثقافي، ويحوله من معبر عن ضمير المجتمع وحارس لقيمه وأشواقه النبيلة إلى كادر في الحزب أو موظف في مشروعه. ومن ثم فإن المثقف تحول في هذه الحالة إلى أداة لتمكين السياسي وظهير لتسلطه. وحين انخرط المثقف في الاستقطاب فإنه تحول من الناحية العملية إلى جزء من آلة التفكيك العرقي والمذهبي والسياسي. خلال السنوات الأخيرة ارتفعت أصوات مثقفي التمكين والتفكيك، فالتقوا في محطات وافترقوا في أخرى. وكان التوجس من تنامي حضور التيار الإسلامي أحد محطات اللقاء، من حيث إنه بدا مقلقا ليس فقط للطرفين، وإنما أيضا للأنظمة والمؤسسات العلمانية المهيمنة. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، لأن حالة التوجس هنا تلبست شرائح معتبرة من المثقفين الوطنيين، الذين وجدوا أنفسهم في هذه الحالة يقفون على أرضية دعاة التمكين والتفكيك. الأمر الذي استدعى إلى ساحة العمل الوطني صراعا اشتد أواره بمضي الوقت بين العلمانيين والإسلاميين. أسوأ ما فيه أنه صار سحبا من رصيد العمل الوطني وإضعافا لصف الاحتشاد الواجب لمواجهة تحديات المصير، ومن ثم انضاف بامتياز إلى قائمة المعوقات الأساسية لتقدم الأمة.
(3)
لا أريد أن أذهب مذهب المثقف اليساري العراقي البارز «هادي العلوي«، في كتابه «المرئي واللا مرئي في الأدب والسياسة« (الصادر في بيروت عام 1998)، حين قال إن العدو الأول لتسعين في المائة من مثقفينا هو الإسلام السياسي. وهذه الإلحاقة للتمويه، فالعدو هو الإسلام نفسه: تاريخه الحضاري وتراثه العظيم ومنجزاته العالمية، التي مهدت بالتكامل مع منجزات الحضارة الصينية لولادة العصر الحديث (ص 38). لا أستطيع أن أعمم هذا الحكم على الجميع، رغم أن كلام الرجل كشف القناع عن أوجه البعض، وإنما أزعم أن قلق بعض المثقفين الوطنيين من الإسلام السياسي (وأنا استخدم المصطلح لشيوعه فقط وليس اقتناعا بصوابه)، ليس ناشئا بالضرورة عن كراهية للإسلام، ولكن عن الالتباس وسوء الفهم، والتأثر بالممارسات الخاطئة والتعبئة الإعلامية المتحيزة. بل أذهب إلى أبعد من ذلك، مدعيا أن مشاعر التوجس هذه تنتاب بعض قطاعات المتدينين الذين أعرف بعضهم، ممن أشاعت بينهم التعبئة المتحيزة درجات متفاوتة من الالتباس وسوء الفهم. في الوقت ذاته، فإنني أقر بأن التوجس الشائع ليس آتيا من فراغ، ولكنه يستند في جانب منه إلى واقع يتمثل في الأفكار والممارسات الخاطئة التي أشرت إليها، حين نفخت فيها التعبئة الثقافية والإعلامية المتحيزة، على نحو بالغ فيها حتى طمس حجمها، وظن بعض حسني النية أنها كل الحقيقة وليست أحد أوجه الحقيقة. أما غير هؤلاء ممن اختلفت مقاصدهم ونواياهم فقد احتفوا بتلك المبالغة، حتى سحبوها على الماضي أيضا وليس الحاضر وحده. وأرادوا بذلك أن يقنعوا الآخرين بأن المشكلة هي في الإسلام ذاته منذ كان. النقطة الأخيرة التي أود التنبيه إليها في هذه الجزئية هي أن بعض المتشنجين يصرون على اختزال الحقيقة الإسلامية في المجتمع في جماعة أو فئة بذاتها، ولا يرون في أي غيرة على تلك الحقيقة سوى أنها تنطلق من تحيز أيديولوجي وسياسي. وهذا الموقف فضلا عن أنه يعد نوعا من الإرهاب الفكري، فإنه يسيء إلى نزاهة الحوار ويهون من شأن الحقيقة الإسلامية التي ليست وقفا على أحد، وإنما هي أكبر من كل أحد، جماعة كانت أم فردا.
(4)
التوجس من الحقيقة الإسلامية المؤدي إلى شق الصف الوطني أو إضعافه يقوم على ثلاثة أساطير جرى الترويج لها بصوت عالٍ خلال السنوات الأخيرة هي: } أن ثمة تلازما بين العلمانية والديمقراطية، الأمر الذي يعني أنه لا ديمقراطية بدون إضعاف الدين أو إقصائه. وتلك أكذوبة كبرى تشهد عليها خبرة العالم العربي، الذي ظل الاستبداد فيه من أبرز سمات النظم العلمانية التي تسلمت السلطة بعد الاستقلال. ولن نذهب بعيدا لأن الحاصل في تركيا الآن دليل ساطع فضح الأكذوبة، فقد رأينا أن العلمانيين هم الذين يقفون مع الجيش في تعطيل الممارسة الديمقراطية. } الأسطورة الثانية تدعي أن المرجعية الإسلامية تنشئ بالضرورة دولة دينية وليست مدنية، وتلك أكذوبة أخرى لأن شواهد الواقع والتاريخ تؤكد أن المجتمع هو الذي بنى الدولة الإسلامية وليس السلطة. وقد عبر الإمام محمد عبده عن ذلك حين اعتبر أن قلب السلطة الدينية وهدمها تماما يعد أصلا من أصول الإسلام. وما فكرة الأوقاف التي ابتدعها المسلمون إلا تعبيرا عن مدنية الدولة. ومن لديه ذرة شك في ذلك يجد ردا مفحما وأدلة لا حصر لها في هذا الصدد تضمنتها الكتب التي عالجت مسألة الأوقاف، ومن أهمها كتاب الدكتور إبراهيم البيومي غانم، الذي أصدرته دار الشروق تحت عنوان «الأوقاف والسياسة في مصر«، وهو في الأصل رسالة دكتوراه حققت الموضوع في دراسة شديدة العمق والأهمية. } الأسطورة الثالثة أن التيار الإسلامي شيء واحد لا فرق فيه بين أسامة بن لادن وطارق البشري، وإذا كان ذلك منطق غلاة العلمانيين، فإن عقلاءهم حين يفرقون بين المتطرفين والمعتدلين من الإسلاميين يقولون إن الطرفين لا يؤمنان بقيم الديمقراطية، فالأولون يعادونها علنا والآخرون مشكوك في نواياهم إزاءها، الأمر الذي يعيد وضع الجميع في سلة واحدة، ومن ثم يغذي التوجس والقلق، ويسوغ تأبيد الإقصاء. وتلك أكذوبة أخرى يدحضها الواقع ويرفضها العقل والمنطق، فمشاركات المجموعات الإسلامية في البرلمانات مستقرة في عديد من أقطار العالم الإسلامي والعربي، من ماليزيا وأندونيسيا إلى المغرب والجزائر ولبنان واليمن والكويت، وهم في تركيا يشاركون في البرلمان والحكومة منذ ثلاثين عاما. على صعيد آخر، فلست أفهم كيف يمكن أن يقبل عقلا الادعاء هكذا ببساطة، بأن جميع المؤمنين بالمرجعية الإسلامية كائنات لهم تركيبة بيولوجية خاصة تعلن العداء للديمقراطية أو تبطنه. وهو الادعاء الذي يرفضه بعض الباحثين الشرفاء العرب والأجانب منهم الدكتور عمرو الشوبكي وزملاؤه في كتابه «إسلاميون وديمقراطيون«، وريموند بيكر الأستاذ بجامعة هارفارد في كتابه «إسلام بلا خوف«، وهانز كونج، الأستاذ بجامعة توينجن والمفكر الألماني الكبير في كتابه الإسلام في ماضيه وحاضره ومستقبله.
(5) اكرر أن أسوأ ما في تلك الحرب الأهلية الثقافية أنها تشق الصف الوطني وتضعفه في ظرف تاريخي نحتاج فيه إلى أكبر قدر من الاحتشاد الوطني لمواجهة مخاطر تحيط بنا من كل صوب، من الاحتلال إلى الاستبداد مرورا بالهيمنة وشرذمة الأمة وتفكيكها. لا يقل سوءا عن ذلك أن إطلاق التوجس على أصحاب المرجعية الإسلامية، ومن ثم الإصرار على أن الإسلاميين جميعا يمثلون فئات ضارة بالمجتمع يضعنا في حالة مشابهة لما جرى في ألمانيا النازية، حين اعتبر بعض المنظرين- وهم علمانيون بامتياز- أن ثمة فئات غير نافعة للمجتمع ومستهلكة فقط، مثل اليهود والغجر والمعوقين وأصحاب الأمراض المزمنة، وهؤلاء اعتبروا فائضا بشريا وعبئا يتعين التخلص منه بالإبادة أو التعقيم، لكي يحتفظ المجتمع بعافيته ونقائه، وهو ما عرضه الدكتور عبدالوهاب المسيري بتفصيل يصدم القارئ في كتابه «الصهيونية والنازية ونهاية التاريخ«. ترى هل هذا ما يريده مثقفونا المحترمون؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://said63.yoo7.com
 
ألغام في طريق الاحتشاد الوطني بقلم.. فهمي هويدي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شباب العرب لكل العرب مدير المنتدى / سعيد حسين ياسين العطـار  :: الوطن العربي بلاد العرب أوطاني :: ثورة شباب مصــــــــــــر 25 يناير 2011..EGYPT-
انتقل الى: