شيماء سعيد
عدد الرسائل : 32 تاريخ التسجيل : 03/04/2007
| موضوع: تابع رحلة إلى دمشق5 الجمعة مايو 18, 2007 12:34 pm | |
| خانات دمشق في كتاب « دمشق، مدينة إسلامية » ج 2 سنة 1924 للباحثين الألمانيين فولتسنغر وفاتسنغر تحقيق لمواقع المنشآت الإسلاميّة، وفيه ورد ذكر أقدم خان في دمشق هو دار الضيافة، يعود إلى عام 720م، ثم ورد اسم خان ( أماجور ) ويعود إلى عام 878م. وهذا يعني أن الخانات في دمشق أُنشئت في العصر الأموي واستمرت إلى العصر العباسي، ثمّ الفاطمي، حيث ورد في هذا الكتاب اسم القيسارية الفخرية التي تعود إلى عام 1042م. ووردت في الكتاب أيضاً أسماء خانات تعود إلى العصر الزنكي زادت على العشرين خاناً، وأسماء خانات تعود إلى العصر الأيوبي تزيد على هذا العدد. ولم يَبقَ من هذه الخانات اليوم أي أثر. أمّا الخانات التي أنشئت في العصر المملوكي فبلغت مئة وخمسين خاناً بقي منها خان الدكة فقط. وبلغ عدد الخانات التي أُنشئت في العهد العثماني ثلاثة وثمانين خاناً، بقي منها خان المرادية، وخان الجمرك، وخان الزيت، وخان سليمان باشا، وخان أسعد باشا، وخان السفرجلانية، وخان الزعفرنجية، وخان العامود، وخان الرز، وخان العصرونية، وخان القيشاني، وخان التوتون، وخان الصوّان، وخان الصنوبر، وخان السلق، وخان القطن، وخان الجلود، وخان مردم بيك، وخان الجيجاوي، وخان الكزبري، وخان شموط ( ولم يذكره الكتاب خاناً بل حمّاماً ). وخان القوّتلي، ثم وكالة العشّا ووكالة كحّالة. ويفتقر أكثر الخانات إلى مصادر تاريخية، سواء منها الخانات المتبقية والماثلة حتّى اليوم أو الدارسة المهدومة، وسنتحدث عن أهم الخانات الدمشقية التي ما زالت باقية، وشملتها عمليات الترميم والتأهيل، بعد أن أُهملت طويلاً. ولابد من القول إن الخانات المتبقية مسجلة في القوائم الأثرية، وهذا يعني أنها في حماية السلطة الأثرية ورعايتها، فلا يجوز هدمها وتغيير أوصافها، حتّى ولو أرادت ذلك السلطات البلدية أو الوقفية. خان الدكّة: هو أقدم خان ما زال قائماً حتّى اليوم، وتسميته تعود إلى منصّة حجرية فيه، حيث كانت تعرض الجواري والأقنان لبيعها، ولذلك أُطلق عليه أحياناً اسم خان الجواري، ويقع في سوق مدحت باشا. وهو مؤلف من باحة مكشوفة محاطة بثماني غرف، وثمة قائمة كبرى في الزاوية الشمالية الشرقية، وما زالت أعمدة المنصة أو الدكة قائمة في الباحة التي زالت منها البركة ذات الاثني عشر ضلعاً. وفي الدهليز الذي يعقب بوابة الخان غرفتان من كل جانب، والخان مؤلف من طابق أرضي فقط. ومن العصر المملوكي ما زال « خان جقمق » قائماً، وكان الأمير سيف الدين جقمق نائب السلطان المملوكي في دمشق أنشأه عام 1421م، وهو يقع كسابقه في سوق مدحت باشا، هذا السوق الذي كان في العهد الروماني السوقَ الرئيسي للمدينة ( دوكومانوس ). ولهذا الخان الصغير بوابة مزخرفة كبيرة، تنتهي بعد دهليز مسقوف إلى باحة مكشوفة مستطيلة، كانت لها بِركة سداسية، وأحيطت بغرف عددها ثماني عشرة غرفة. وفي جانبيها إيوانان من الشرق والغرب مغطيان بقبوة متصالبة ويصعد إلى الطابق العلوي من درجتين في الدهليز، وفيه اثنتان وعشرون غرفة، سقوفها كانت مقببة قبل حريق 1925، ثم أعيد بناؤها مسطّحة. أما « خان الخيّاطين » الذي أنشأه الوالي العثماني شعبان أحمد شمسي باشا سنة 1556م، فإنه يقع في سوق الخيّاطين، وكان اسمه « خان الجُوخيّة ». وهو مؤلف من بوابة مزخرفة، ودهليز في طرفيه درج وقاعة واسعة، لعل أحدها كان مطبخاً، وينتهي الدهليز بباحة مستطيلة مؤلفة من مربعين، ومحاطة برواق، ولعل الباحة كانت مغطاة بقبتين لهما أثر واضح في زوايا وأركان القباب المتبقية. ويحيط بالباحة اثنتا عشرة غرفة، كل غرفة مؤلفة من قسمين تعلو كل واحد قبة. أما الطابق العلوي فكان مؤلفاً من عدد مماثل من الغرف التي يتقدمها رواق مُقبَّب يدور حول الباحة ويشرف عليها. ويعتبر هذا الخان أقدم الخانات العثمانية في دمشق. أما « خان الحرير » الذي يقع في سوق الحرير جنوبي الجامع الأموي الكبير، فأنشأه سنة 1573م درويش باشا، ويطلق عليه اسم قيسارية درويش باشا، وقد أوقفه لصالح جامع الدرويشية وملحقاته. وتبلغ مساحة هذا الخان الواسع 2500 متر مربع. وتنفتح بوابة الخان المزخرفة من طرف الواجهة المبنية من مَداميك متناوبة من الحجر المنحوت الأبيض والأسود، ويحيط بالخان خارجياً سبعة وعشرون مخزناً. وعندما نتجاوز البوابة، وبعد اختراق الدهليز المغطّى بقبتين متصالبتين، نصل إلى الباحة المكشوفة المحاطة بتسعة عشر مخزناً، لكل مخزن مستودع. وفي وسط الباحة بِرْكة، وتغطي المخازن قبوات سريرية أو متصالبة، وهي مبنية من الحجر المنحوت الأسود، وفوق أبوابها ونوافذها أقواس مزيّنة بمنحوتات بديعة. ونصعد إلى الطابق العلوي من دَرَجَين في الدهليز، ونصل إلى رواق محيط مغطى بأربع وأربعين قبة صغيرة، تقوم خلفه اثنتان وخمسون غرفة مغطاة بقبوات سريرية، وثمة غرفة واسعة تخرج عن مخطط الخان في الزاوية الشمالية الشرقية، وتقوم فوق مخزن في الطابق الأرضي. في عام 1593، وبمقتضى وقفية مراد باشا تم بناء « قيسارية ابن القطّان » التي تسمى « خان الصابون »... و « خان المرادية » الذي يسمى « البزستان ». أما القيسارية فهي بناء صغير مؤلف من طابقين حول باحة مربعة، وفي الطابق العلوي رواق مغطى بإحدى عشرة قبة. أما خان « المرادية » فكان موقوفاً على فقراء الحرمين الشريفين، ويقع غربي الجامع الأموي، وله خمسة أبواب، وهو مؤلف من بناء مربع وملحق مستطيل، ويتألف البناء المربع من باحة مربعة محاطة بأربعة وعشرين مخزناً، عدا ثلاثة وعشرين مخزناً خارجياً، أما الملحق فهو دهليز يشكل مدخلاً لخان الجمرك. أما « خان الجمرك » وهو من منشآت الوالي مراد باشا سنة 1596م، فيختلف بمخططه عن جميع الخانات؛ إذ يمتد على شكل زاوية قائمة من دخلة السليمانية إلى سوق الحرير في اتجاه الشرق. ولقد وصف في وقفية مراد باشا وصفاً دقيقاً مع وصف المرادية. وهو يتضمن ثلاثة وخمسين مخزناً كبيراً وثمانية مخازن صغيرة، وتقوم بين المخازن عضادات تحمل أقواساً تستند عليها تُروس، تحمل تسع قباب ذات رقاب ونوافذ. وقبل أن نتحدث عن خان أسعد باشا، لابدّ أن نتذكر خان سليمان باشا الذي يقع في سوق مدحت باشا، وهو مبني بمداميك بيضاء وسوداء بالتناوب. وهو كباقي الخانات هندسة، ويمتاز بباحة مستطيلة كانت مغطاة بقبّتَين زالتا وما زالت آثارهما باقية. وفي مدخل الباحة تقوم سبع عشرة غرفة ومخزن وإسطبل ودورتانِ للمياه. أما الطابق العلوي فمؤلف من رواق مغطّى بقبوات متصالبة ومُحاط بتسع وعشرين غرفة ذات نوافذ من الطرفين، الداخلي والخارجي، ولهذا الخان أبواب ثلاثة تقع في الزاوية الجنوبية الغربية. ابتدأ بناء هذا الخان بأمر الوالي سليمان باشا العظم سنة 1732م وانتهى عام 1736م، وفي عهد ابن أخيه أسعد باشا سنة 1743 ابتُدئ ببناء خان أسعد باشا الذي يستحق بحثاً مستقلاً، فهو رائعة معمارية تفوق نظائرها في جميع أنحاء البلاد التي انتشرت فيها الخانات الإسلاميّة، وصفه « لامارتين » عند زيارته إلى دمشق، بكثير من الإعجاب والتقدير لصانعيه ومصمميه. أُنشئ خان أسعد باشا في عام 1743م، وانتهى بناؤه عام 1756م وهو ملك خاص لوالي دمشق أسعد باشا العظم. ثم انتقلت ملكيته إلى عدد من التجار، ثم استملكته مديرية الآثار مؤخراً، ورمّمته لاستخدامه سوقاً سياحية للصناعات الشعبية. يقع الخان في سوق البزورية الشهير، حيث باعة العطارة والسكاكر، إلى جانب حمّام تاريخي أُنشئ في عهد نور الدين بن زنكي. وتبلغ مساحته 2500متر مربع، ويمتاز بواجهة عريضة في وسطها بوابة ضخمة مزخرفة، يعلوها ساكف مزخرف بقوسَينِ بارزين متشابكين، وفوقهما تجويف من المقرنصات يحيطه قوس مركب من أحجار متشابكة مسننة بلونين أبيض وأسود متناوبين، وفوقه نافذتان، وعلى جانبي القوس الأعلى نوافذ مستطيلة، ومن الأسفل فتحتان مزدوتان بفسقيتين، وفي واجهة البناء الجنوبية والغربية 31 مخزناً. وبعد دهليز عريض يستوعب غرفتين للحراسة ومصعدي الدرجين، نصل إلى باحة ذات فتحة سماوية دائرية توحي أنها كانت مغلقة بقبة، وفي وسط الباحة بركة مثمنة. وجدران الباحة التي تشكّل واجهات الغرف مبنيّة بالحجر الأسود والأبيض بمداميك متناوبة. وتحيط بالفتحة السماوية ثماني قباب تغطي الباحة، عدا مركزها، بمساحة 729 متراً مربعاً، وأعيد ترميم بعض هذه القباب مؤخراً، وهي ترتفع عشرين متراً. ويتألف الخان من طابقين: الطابق السفلي ويحوي واحداً وعشرين مخزناً أكثرها مزود بمستودعات، وفي القسم الشمالي الغربي مسجد صغير ينفتح إلى خارج الخان. ويتألف الطابق العلوي من أروقة مشرفة على الباحة، وخلفها خمس وأربعون غرفة، وجناح للمراحيض، الغرف كلها مغطّاة بقباب صغيرة وذات أبواب ونوافذ ما زالت تحتفظ بأصالتها مع أقفالها. وواجهة هذا الخان ومشهده الداخلي يثيران الإعجاب بروعة الزخرفة، والتنسيق اللوني، مع دراسة رائعة للفضاء الداخلي. وفي مقابل خان أسعد باشا يقوم خان صغير يضم مجموعتين من المخازن، بينهما ما زال قائماً عمود يحمل أساس عقود مما يدل على أنه كان يحمل أعصاب قبتين تغطيان باحتي المجموعتين، وهو مؤلف من طابقين، ويطلق على هذا الخان اسم « خان العمود »، ولا يُعرَف تاريخه الدقيق. وليس بعيداً من هذا الخان، يقوم « خان الصدرانية ». ويختلف مخططه عن باقي الخانات، بسبب مساحة الأرض المحدودة الضيقة. ويلفت النظر بحلوله الهندسية التي أدت إلى الاستفادة من كل جزء من الأرض لإقامة المخازن والغرف حول باحة مستطيلة، وعددها ثلاثة عشر مخزناً. أما غرف الطابق العلوي فهي مهدمة ومهجورة. وثمة خان صغير يسمى « الزعفرنجية » يشبه هندسياً خان الصدرانية، وهو معاصر له. إن عدد الخانات الوافر في دمشق، وما زال القليل منها باقياً، يدل على مدى ازدهار الحياة الاقتصادية والتبادل التجاري بين دمشق وغيرها من المدن السورية أو العواصم الإسلاميّة، خصوصاً مكة المكرمة والمدينة المنورة، إذ كانت مواسم الحج ذهاباً وعودة من أخصب المواسم وأطولها، وأثرت الظروف السياسية والاقتصادية في الدول المجاورة وفي سورية، على المواسم الاقتصاديةَ، ما نراه واضحاً في تزايد أو إهمال الخانات عبر التاريخ.
حياة دمشق كما وصفها الرحالة الغربيون في القرنين السابع عشر والثامن عشرتُقدِّم مدوّنات التاريخ الوسيط نظرة شبه موحَّدة إلى الأحداث، إذ تسيطر الشخصية التاريخية على رؤية المؤرخ وآلية تعاطيه مع الحدث. وبالطبع فإن هذه الطريقة لم تقتصر على تدوين ما عاصره المؤرخون، بل صارت حالة عامة في كتابة التاريخ. وليس غريباً أن تستحوذ الشخصية التاريخية على عقل المؤرخين، فعلم التاريخ نشأ أصلاً عندما شرع مدوّنو الحديث بالتحقيق من الرواة وبكتابة السيرة النبوية، لذا كان من الصعب استخراج التاريخ العام للمجتمع من خلال المدونات التاريخية تلك. وكانت أوصاف المدن وتاريخها ترد بشكل مفصل في كتب الرحالة أكثر من كتب المؤرخين، فمعجم البلدان لياقوت الحموي يضع أمامنا تفصيلات ومواصفات مهمة، ولكنها في الوقت نفسه مرويات تفتقر إلى الدقة العلمية، وابن بطوطة يضع أمامنا الكثير من المظاهر التي لا نجدها عند كبار المؤرخين، وحتّى عند العلماء المتأخرين أمثال ابن عساكر، فإن وصف الأماكن يغلب على وصف الحياة العامة. المناهج التي سادت في زمن ابن عساكر تطورت بشكل كبير في نهاية العصر المملوكي وخلال العهد العثماني لتصبح سيراً شخصية، نستطيع عبرها رصد مواقف عامة وأحداث متفرقة. ولكن هؤلاء المدونين لم يفقدوا اهتمامهم بالأشخاص، فنرى بدير الحلاق مثلاً يكتب عن ولاة دمشق وأفعالهم ومواقف الناس منهم، وميخائيل الدمشقي يسير على المنوال نفسه وكانوا يرون ما حولهم من أشكال اجتماعية شأناً عادياً، مما جعل مذكرات الرحالة الأجانب في النهاية تقدم وجهة نظر الآخرين تجاه منطقتنا، وما يقولونه عن دمشق مثلاً يعبر أولاً وأخيراً عن شكل اجتماعي كان متمايزاً عن الحالة الأوروبية عموماً. الجامع الأموي والفارس دارفيوالفارس دارفيو فرنسي الأصل، قرر بعد وفاة والده العام 1650م الذهاب إلى الشرق لمزاولة التجارة، فزار دمشق عام 1660م لكنه لم يستطع البقاء فيها طويلاً بسبب موت والدته، وخلال الفترة القصيرة التي قضاها في دمشق سجّل بعض الملاحظات كالتالي: أولاً: قدّم وصفاً للجامع الأموي وأبدى إعجابه الشديد بالفسيفساء التي تغطي جدرانه، وذكر أن الدخول إليه يتم من اثني عشر باباً جميلاً مكسوّة بالنحاس المنقوش. وأهم ما لفت نظره التالي: « ويكنّ المسلمون لهذا الجامع احتراماً لدرجة أنهم يخلعون نعالهم قبل دخول الصحن ويمنعون النصارى والأجانب من دخوله ». ثانياً: تحدث عن البيوت الدمشقية فوصفها بأنها صغيرة من الخارج لكنها كبيرة من الداخل، وقال عن المنزل الدمشقي: « ويندر أن تجد هنا منزلاً من دون منهل يعمل على تزيينه وتوفير رفاهيته ». وأشار إلى أن جدران المنازل مزيّنة برسوم فيها الكثير من الذهب واللازورد وقال: « يحب سكان دمشق أن يظهروا بلباس لائق وأن يعيشوا برفاهية، وأن يقتنوا الأثاث الفاخر، وهم يحبون حريتهم، إنهم رعايا السلطان وليسوا بعبيد لأحد ». وهذه الملاحظة لا نسمعها ممّن كتبوا عن تاريخ المدينة من أهالي دمشق، فبدير الحلاق كان لا يرصد سوى الغلاء والأحداث التي تعبّر عن معاناة الناس. ثالثاً: قام الفارس دارفيو بجولة في ضواحي دمشق وسجل عن مدينة جوبر لاحتوائها على كنيس يهودي، وكتب وصفاً لصيدنايا وكنيستها الشهيرة، وربط معظم الأوضاع بأحداث وردت في المرويات اليهودية، أي أن نظرته إلى دمشق كانت خاضعة لثقافة محددة معينة. جان تيفينو ومقاهي دمشقرحالة آخر فرنسي هو جان تيفينو زار دمشق العام 1664م، وأهم ما لفت نظره فيها المقاهي التي يبدو أنها كانت منتشرة على سور دمشق وهو يسميها ضواحي المدينة. يصف مقهى السنانية فيقول: إنه يحتوي عدداً كبيراً من النوافير الدافقة في بحرته الكبيرة، ويقارنه بمقهى الدرويشية الذي كان يحتوي جدولاً وأشجاراً كبيرة. وهذان المقهيان زالا من الوجود اليوم، وهما كانا حسب وصف الرحالة مجاورين لجامعي السنانية والدرويشية اللذين لا يبعدان عن بعضهما سوى أمتار قليلة. ويتحدث عن قهوة بين النهرين التي كانت تقع في منطقة المرج حيث يتفرع بردى إلى فرعين بينهما جزيرة. ويصفها جان تيفينو بأنها « مكسوة بالزهور والنباتات الأخرى... إن هذه الخضرة والألوان المرقّشة بالإضافة إلى أريج الأزاهير العديدة تضفي الكثير من البهجة على تلك المشاهد... نعم فإنها حَرِية بتعزيز الإمتاع الذي تشعر به في أي مكان يتصف أصلاً بالجمال ». وهناك رحالة انكليزي يصف هذا المقهى أيضاً في القرن السابع عشر، ويذكر أيضاً أنه يحتوي قسماً للصيف وآخر للشتاء، كما يصف الرواد بأنهم « يجسلون على الدواوين مبتهجين بهذا المكان الممتع، فليس هناك ما يستحوذ على مشاعره بكل هذا السرور كالخضرة والمياه ». إن المشاهدات السابقة هي نوع من إتاحة المجال لرأي آخر ومختلف حول مدينة دمشق، في فترة كانت تعاني من غياب عام لأجهزة الدولة، إضافة لوجود تذمّر من الوضع العام، فالرحالة الأجانب مهما كانت بغيتهم في وصف المدينة، يقدّمون لنا مادة مهمة للدراسة والبحث والقراءة.
| |
|