منتديات شباب العرب لكل العرب مدير المنتدى / سعيد حسين ياسين العطـار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات شباب العرب لكل العرب مدير المنتدى / سعيد حسين ياسين العطـار

لكل شاب ولكل فتاة في الوطن العربي والعالم الاسلامي اهديكم هذا العمل لوجه الله تعالى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 من خطب القرضاوي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
said63
منتديات شباب العارب
منتديات شباب العارب
said63


عدد الرسائل : 4133
العمر : 60
تاريخ التسجيل : 14/02/2007

من خطب القرضاوي  Empty
مُساهمةموضوع: من خطب القرضاوي    من خطب القرضاوي  I_icon_minitimeالجمعة يناير 07, 2011 11:38 am

المال ودار القرار

وقد تناول القرضاوي في خطبته نظرة الإسلام إلى المال، والمطلوب من المسلم حياله؛ حيث بيّن أن الدين الحنيف يعتبر المال مال الله الخالق سبحانه وتعالى، والمسلم مستخلف فيه، حيث رأى فضيلته أن مشكلة الناس في هذه الدنيا أنهم يظنون أنهم مخلدون فيها والآخرة غائبة عنهم، ولذلك يتصرفون تصرف من لا يموت، وإذا مات لا يُبعث، وإذا بُعث لا يحاسب، وإذا حوسب لا يدخل الجنة أو النار؛ وضرب مثلا بقصة قارون التي أوردها القرآن الكريم حيث أراد قومه أن يذكروه بالآخرة، وأن يخرجوه من سجن الغفلة الذي يعيش فيه، غفلته عن المصير.

ولفت فضيلته إلى أن القضية المصيرية الأولى والكبرى هي أن هناك موتا وبعد الموت بعثا، وبعد البعث حسابا، فالأولى أن تبني دارك في الآخرة كما بنيت قصورك في الدنيا، يجب على كل غني وكل ذي مال أن يتذكر الآخرة التي هي دار القرار.

وقال فضيلته: الإسلام يقول نعم المال الصالح للعبد الصالح، واعتبره القرآن قوام الحياة فقال: (وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَامًا) [النساء:5]، يأتي الخطر على المال من الافتتان به، والغرور به، ومن اعتبار الإنسان أنه قد استغنى عن غيره، بل ربما ظن أنه استغنى عن الله، كما قال تعالى: (كَلاَّ إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى) [العلق:6]، إن طغيان الإنسان ليس بالاستغناء، ولكن بأن يرى نفسه استغنى بالمال عن غيره، هذه الرؤية هي الخطر، لذلك كان الصالحون يوصون مريديهم إذا يسّر الله لهم الرزق، وجاء المريد يشكو لشيخه: الدنيا أقبلت علي، فيقول له: اجعلها في يدك ولا تجعلها في قلبك، املكها ولا تملكك، لا تتخذ الدنيا ربا فتتخذك لها عبدا.

وتابع فضيلته: الإسلام لا يضيق بالمال، ولكن يحذر من أشياء مهمة: أن يغتر الإنسان بالمال، وأن يصيبه الغرور كما قال صاحب الجنتين في سورة الكهف: (وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا* وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتٌّ إِلَى رَبِّي لأجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنْقَلَبًا) [الكهف:35، 36]، سأكون غنيا في الدنيا وفي الآخرة... الغرور بالمال هو الذي يطغي الإنسان، ولكن الإنسان إذا رد الفضل إلى أهله وقال: هذا المال هو مال الله، فهذا هو الخير.

اعرف فضل الله

وذكر فضيلته أن هناك من يعرف فضل الله عليه مثل: سيدنا سليمان عليه السلام حينما جاءه عرش بلقيس من اليمن إلى الشام قبل أن يرتد إليه طرفه: (قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) [النمل: 40]، ومثل ذي القرنين حين هيأ الله له أن يقيم السد العظيم ليحجز فساد يأجوج ومأجوج: (قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا) [الكهف: 98].

وقرر فضيلته أن الإنسان يكون شرا إذا افتتن بالمال واغتر به مثل قارون الذي كان من قوم موسى، ولكنه للأسف أصبح من زمرة فرعون، وقد نصحه قومه، قال تعالى: (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ موسى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْفَرِحِينَ* وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الآَخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) [القصص:77،76].

خمس نصائح لكل ذي ثروة

وتابع القرضاوي: نصحوه بخمس نصائح يجب أن توجه إلى كل ذي ثروة وإلى كل ذي مال وفير... أولها: ألا يفرح، أي لا يبطر، فرح الشر والبطر والغرور، وليس الفرح الطبيعي، فلا مانع للإنسان أن يفرح إذا آتاه الله المال، وخصوصا إذا نوى أن يوظفه في طاعة الله (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس:58]، (إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) ) [القصص:76] الذين يؤدي فرحهم إلى البطر والغرور والاستكبار على عباد الله، كما قال تعالى: (حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ* فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام: 44،45]، فاعلم أن المال وديعة إذا شاء صاحبه أن يأخذه منك أو أخذك منه.

ابتغ الآخرة

وقال فضيلته مرشدا: اجعل بغيتك ونيتك في المال أن تجعل نصب عينيك الدار الباقية، لا تجعل كل همك في العاجلة (مَن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاَهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا) [الإسراء:18].. العبرة بالإرادة والمدار على النية (وَمَنْ أَرَادَ الآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا) [الإسراء:19].

واستطرد: فالناس صنفان: أهل الدنيا وأهل الآخرة، أهل الدنيا كل همهم في الأرض ينظرون للأرض لا يتطلعون إلى السماء ولا إلى أعلى يوما، وأهل الآخرة همهم السماء ورضوان الله لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة.. ولذلك نصحه قومه: ابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة.

لا تنس دنياك

وقال فضيلته متابعا بيان نصائح قوم قارون له: ولا تنس نصيبك من الدنيا.. الله لم يحرم على عباده الطيبات، فكل ما هو مطلوب منك أن لا تتعدى الحلال إلى الحرام، ودائرة الحلال واسعة تستطيع أن تستمتع بالطيبات دون أن تضطر إلى الحرام... مشكلة الأغنياء أنهم لا يقنعون بقليل ولا يشبعون من كثير كجهنم كلما امتلأت تقول هل من مزيد؟، دائرة الحلال واسعة، كل شيء حلال، والمحرمات أشياء محدودة، ما الذي يجعلك تذهب للمحرمات؟!.

أحسِنْ إلى الناس

وعن النصيحة الرابعة قال القرضاوي: أحسن كما أحسن الله إليك.. أدِّ شكر النعمة، الله أنعم عليك بهذا المال الوفير.. بهذه الكنوز التي تنوء بمفاتحها العصبة أولو القوة فأد شكره، وإنما تؤدي شكره بالإحسان إلى الآخرين، كما أحسن الله إليك أحسن إلى عباده.. المال ليس مالك، فأنفق من مال الله على عباد الله، وهو منطق سليم، كيف تأخذ إحسان الله؟، كيف تستمتع بنعم الله ولا ينال الناس منك شيئا من هذه الخيرات التي أفاء الله عليك؟، من كان عنده خير فليشرك فيه غيره، ولكن الأنانية الفردية التي يعيش فيها كثير من أصحاب الأموال تجعل الإنسان يريد أن يأخذ كل شيء لنفسه، ولا ينال أحد منه شيئا، هذه وسوسة الشيطان وهواجس النفس الأمارة بالسوء (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة:268]، وتساءل فضيلته: أي الوعدين تصدق: وعد الرحمن أم وعد الشيطان؟!، وأجاب: للأسف أكثر الناس يصدقون وعد الشيطان، ويبخلون بما آتاهم الله من فضله.

لا تبغ الفساد

وعن نصيحة قوم قارون الخامسة له قال: (وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) [القصص:77]، فكثير من أصحاب المال يتخذه أداة للإفساد، وخصوصا إذا كان هذا الإفساد سيجلب عليه مالا وأرباحا، فيتاجر في الخمر والمسكرات، وفي المخدرات، وفي الدعارة، وفي الأغذية الفاسدة الملوثة، هنا هو يفسد في الأرض ويكسب المال، ولا يهمه أن هذا المال يضر الألوف، وربما يضر الملايين، لكنه يقول: نفسي نفسي.

وأضاف القرضاوي حفظه الله موجها: لا ينبغي لذي المال أن يكون همه الفساد في الأرض، فإن الله لا يحب المفسدين بل يحب الذين يصلحون في الأرض، يعمرونها، يزرعونها، يحيون مواتها، يحترفون فيها ليقوموا بخير يقدمونه للناس، أما الذي يحتكر الأقوات والضرورات مما يحتاج إليه الناس حتى يغلو ثمنها، فإذا غلا أظهرها القليل بعد القليل... وتأسف فضيلته من هذا الفعل.

وذكر فضيلته كيف كان رد قارون المستكبر على نصائح قومه، فقال:

إن قارون أمام هذه النصائح المخلصة الغالية رد قائلا: إنما أوتيته على علم عندي.. اكتسبته بمهارتي وعبقريتي الاقتصادية، بذكائي ومعرفتي، لا فضل لأحد عليّ حتى الله.

وتابع: هذه هي نظرة الرأسماليين الأقحاح الأشرار الذين يظنون أنهم بجدهم وحدهم واجتهادهم وعقلانيتهم اكتسبوا المال، ليس لأحد فضل عليهم، ليس للمجتمع فضل عليهم، والمجتمع هو الذي أكسبهم المال.. وهم يرون أنهم يفعلون في أموالهم ما يشاءون، مشيرا إلى قصة شعيب عليه السلام مع قومه حين قالوا أيضا بمنطق قارون.

واستطرد: إنها نظرة خاطئة، وهي نظرة قارون ونظرة كل القارونيين وكل الرأسماليين وكل الإقطاعيين الذين يظنون أن ليس لأحد فضل عليهم لا من الخلق ولا من الخالق في كسب أموالهم: (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ* فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) [القصص: 79،78]، خرج في موكب فخم فيه الزينة والرايات.. تمنوا أن يكون لهم مثله من الكنوز والذهب (وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلاَ يُلَقَّاهَا إِلاَّ الصَّابِرُونَ) [القصص:80].. البصيرة والحقيقة، فالعلم ليس شهادات إنما نور في القلب من الله، العظمة عندهم عظمة المال، وليست عظمة الخلق، وقد مدح الله محمدا فقال: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم:4]... هذه هي العظمة.

العاقبة للمتقين

واختتم القرضاوي خطبته ببيان عاقبة قارون المستكبر على الخالق جل وعلا وعلى الناس، بقوله: ثم ماذا كانت النتيجة؟، فخسفنا به وبداره الأرض، قارون وكنوزه ومواكبه وكل ما يعتز به جاءه الخسف (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ) [القصص:81].. ما وجد أحدا من حراسه ولا من الذين يقفون على بابه ينصره، ولا هو كان قادرا على نصر نفسه، (وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَّشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلاَ أَن مَّنَّ اللهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ) [القصص:82]، الرزق ليس دليلا على رضا من الله ولا على شيء، قد يكون فتنة ومصيبة على صاحبه وهو لا يدري، عجبا إنه لا يفلح إلا المؤمنون الذين زكوا أنفسهم، ثم قال تعالى: (تِلْكَ الدَّارُ الآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) [القصص:83].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://said63.yoo7.com
 
من خطب القرضاوي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شباب العرب لكل العرب مدير المنتدى / سعيد حسين ياسين العطـار  :: خطبة الجمعة . استمع (صوتيات) أقرأ .. مواضيع-
انتقل الى: