منتديات شباب العرب لكل العرب مدير المنتدى / سعيد حسين ياسين العطـار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات شباب العرب لكل العرب مدير المنتدى / سعيد حسين ياسين العطـار

لكل شاب ولكل فتاة في الوطن العربي والعالم الاسلامي اهديكم هذا العمل لوجه الله تعالى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لقرضاوي : نكبة فلسطين نكبة للأمة كلها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
said63
منتديات شباب العارب
منتديات شباب العارب
said63


عدد الرسائل : 4133
العمر : 60
تاريخ التسجيل : 14/02/2007

لقرضاوي : نكبة فلسطين نكبة للأمة كلها Empty
مُساهمةموضوع: لقرضاوي : نكبة فلسطين نكبة للأمة كلها   لقرضاوي : نكبة فلسطين نكبة للأمة كلها I_icon_minitimeالجمعة يناير 07, 2011 11:48 am

خطب ومحاضرات : خطب الجمعة
القرضاوي : نكبة فلسطين نكبة للأمة كلها

الدوحة - موقع القرضاوي/17-5-2008

شدد فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي – رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين - على أن ليس لليهود أي حق ديني أو تاريخي في فلسطين ، مؤكدًا أن نكبة فلسطين ليست نكبة للفلسطينيين وحدهم وإنما هي نكبة للأمة كلها ، وأن أمة بدر وحطين قادرة على الانتصار لأنه من المستحيل أن ينتصر الباطل على الحق دائمًا .

وفي خطبة الجمعة 16 مايو بمسجد عمر بن الخطاب بالدوحة ، ألقى فضيلته الضوء على قضية الصراع الإسلامي العربي في مواجهة الصهيونية على أرض فلسطين ، وذلك بمناسبة الذكرى الستون على نكبة الأمة في فلسطين ، حيث تناول العلاقة التاريخية لليهود بالأرض المقدسة وتآمرهم في العصر الحديث مع القوى الاستعمارية ، مفندًا دعاواهم ، ومؤكدًا أن سبب انتصارهم واستعلائهم الأساسي هو ضعف المسلمين .

فقال فضيلته : أي نكبة أعظم من أن تفقد دارك ووطنك ؟ فالقرآن الكريم يعتبر الإخراج من الوطن بمثابة قتل النفس ، قال تعالي : " وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ " (النساء : 66) وجعل القرآن هذا سببًا يقاتل الإنسان من أجله لاسترداد

وطنه " وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا " (البقرة :246) .. الأوطان عزيزة علي النفس ، فكيف إذا كان هذا الوطن أرض النبوات والمقدسات .. هذه الأرض المباركة اغتصبها اليهود الصهاينة وفعلوا الأفاعيل حتى تركها الفلسطينيين نجاة بأنفسهم .

الروح الصليبية حاضرة

وذَكَّرَ القرضاوي بمذبحة دير ياسين وبالفظائع التي ارتكبها الصهاينه فيها ، مشيرًا إلى مقولة كبيرهم مناحيم بيجن : لولا دير ياسين ما قامت إسرائيل .

ورأى أن وعي الأمة ومواجهتها وقتئذ لم يكن على المستوى المطلوب ، لافتا إلى الفلسطينيين وكيف قاوموا لكنهم غلبوا على أمرهم لأن الأمر كان أكبر منهم ، مشيرا إلى دور الغرب في ذلك والروح الصليبية التي أظهرتها بريطانيا ومقولة قائدها اللنبي حينما دخل القدس عام 1917 : " اليوم انتهت الحروب الصليبية" ، ومذكرًا بمقوله الحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين : إن فلسطين ليست بلدا بلا شعب حتي يأتيها شعب بغير بلد ، ففيها أهلها .

وأشار فضيلته إلى الحروب الصليبية وكيف هزمت جحافلها أمام المسلمين بعد أن انتصروا في أول الأمر ، مذكرًا بما كان أيام الفتح الإسلامي وتسلم سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه مفاتيح القدس ، عندما لم يكن هناك يهودي واحد في القدس ، مشيرًا إلى أن الخرائط قبل عام 48 لم توجد بها إلا فلسطين ولا شيء اسمه إسرائيل فيها ، فهي عنصر دخيل علي المنطقة فرضته القوة الغربية والعنف والدم .

وأضاف مستطردًا : كان يجب أن نعرف هذا نحن العرب والمسلمين ونقاوم الأمر بما يستحق ، فقد سئل رئيس حكومة مصري عن قضية فلسطين فقال : أنا رئيس وزراء مصر ولست رئيس وزراء فلسطين ، والمسكين لا يعرف أن الخطر في فلسطين خطر علي مصر حتي رؤساء الوزارات لم يكن عندهم وعي بأخطار الصهيونية العالمية المتوحشة ، لم يكن يعلم أن هذا استعمار جديد .. استعمار إحلالي يريد أن يطرد أهل البلاد ويحل محلهم عنصري إرهابي يستخف بكل الحرمات وبكل القيم ولا يبالي بسفك الدماء ولا إزهاق الأرواح .

التاريخ يشهد

وذَكَّر القرضاوي بالموقف التاريخي للسلطان عبد الحميد آخر السلاطين العثمانيين ، الذي رفض إعطاء فلسطين لليهود مقابل تسديد ديون الدولة مع أموال أخرى طائلة ، وقال مفندًا مزاعمهم : اليهود يزعمون أن لهم حقًا في فلسطين ، أي حق؟ أحيانا يقولون : حق ديني وحينًا حق تاريخي .. حق الدين أن الله وعد أباهم إبراهيم أن هذه الأرض ستكون لنسلك من بعدك، ولكن إبراهيم ونسله اسحق ويعقوب وأبناء يعقوب إلي عهد داود لم يقيموا ملكًا لهم في إسرائيل ، الذين استطاعوا أن يقيموا شيئا من ذلك كانوا في عهد سيدنا موسي حين حكم علي قومه بالتيه بعد أن قال لهم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم قالوا إن فيها قوما جبارين وهم الفلسطينيون ، ولم يستطع موسي أن يدخل فلسطين ، مات في شرقي الأردن الذي دخل من بعده يوشع وأباد أهلها كما تقول التوراة أو ملحقاتها ثم بعد ذلك حين جاء عهد الملوك شاؤول وداود وسليمان حكموا أقل من مائة سنة ثم انقسمت المملكة بعد سليمان : مملكة يهودا في أورشليم القدس ومملكة شكيم نابلس ولكن المملكتين انقسمتا وقاتل بعضهم بعضا ولم يستمرا إلا مئات قليلة من السنين ثم سلط الله عليهم - بسبب إفسادهم في الأرض وتحريفهم في الدين وظلمهم للعباد - من يؤدبهم " وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا * فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً " (الإسراء 4و5) ويقول المفسرون هؤلاء هم البابليون بختنصر هذا الملك الذي جاء وسحقهم سحقا ودمرهم واحرقهم وأخذهم اسري إلي بابل .. وكان هذا في 597 قبل الميلاد.

وواصل فضيلته : سلط الله عليهم بعد ذلك الرومان في 70 من الميلاد سلط عليهم الرومان قضي البابليون علي دولتهم لكن بقي الوجود اليهودي الشعبي ، أما الرومان فقد قضوا عليهم ولم يبقوا لهم من باقية وشردوا في الأرض وحق عليهم قول الله تعالي "وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا" بسبب ظلمهم وقتلهم الأنبياء بغير حق وعصيانهم وأكلهم السحت وقولهم الإثم لبئس ما كانوا يصنعون وحق عليهم قول الله "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ" (الأعراف :167) فأين الحق الديني لهؤلاء وأين الحق التاريخي ، كم بقوا في هذه البلاد ؟ مئات السنين ؟ فان لنا 1400 سنة وزيادة وقبل ذلك كان العرب باعتبارهم عربا يسكنون فلسطين وحينما دخل إبراهيم عليه السلام دخل ضيفا ما كان من أهلها وبقي واولاده300 سنة ثم مصر وبقوا فيها أكثر من 400 سنة ..قبلهم كان العرب اليبيسيون والعرب الكنعانيون آلاف السنين استمروا في فلسطين وحينما دخل يوشع فلسطين لم تكن فارغة كان فيها أهلها وحين خرجوا منها سنة 70 م لم تكن فارغة أيضا ، ولم يستولوا إلا علي أجزاء من فلسطين ولم يستولوا عليها إلا في هذا العصر..

ونفي القرضاوي أن يكون لهؤلاء أي حق ديني ولاحق لهم تاريخي ، بقوله : إنما وجدوا فرسموا خططهم على أن يأخذوا أرض فلسطين وخصوصًا بعد أن عملوا علي إسقاط الخلافة الإسلامية .. كانت الخلافة مظلة وقلعة يحتمي بها المسلمون جميعا وكان الخليفة إذا قال أيها المسلمون هبوا للدفاع عن المسجد الأقصي تهب الآلاف المؤلفة من كل مكان.. اطمئنوا إلي أن هذه المظلة قد هتكت ولذلك بدؤوا يعملون عملهم تحت سلطان الانتداب البريطاني ، مشيرًا إلى قرار التقسيم غير العادل ، وذلك إلى أن أعلنوا دولتهم التي سارع الغرب وروسيا إلى الاعتراف بها .

إسرائيل ليست قوية

وتحدث فضيلته عن فشل الجيوش العربية في التصدي للصهاينة ، وكيف دخلت المواجهة دون استعداد أو تخطيط ، مشيرًا إلى بعض الانتصارات التي تحققت تحت راية الله أكبر .. تلك الراية التي أرعبت اليهود حتي قال بعضهم للضباط المصريين إننا لا نخشي من أحد قدر جماعة الله أكبر فقالوا وما يخيفكم منهم وهم جماعة غير مدربة ، قالوا نحن جئنا من بلاد العالم إلي هنا لنعيش وهم جاءوا ليموتوا، فكيف نقاومهم؟

وتابع : لو أن هناك سياسة عربية تري الحاضر بوضوح وتنظر إلي المستقبل باستشراف بصير ما وقعنا فيما وقعنا فيه لأنه كان يمكن أن نجهز علي اليهود بالجيوش السبعة الضعيفة هذه ولكنهم مازالوا بالحكومات حتي قبلت الهدنة ومازالوا بحكومة مصر حتي حلت جماعة الإخوان المسلمين ،فسفراء بريطانيا وأمريكا وفرنسا في منطقة القناة في فايد اجتمعوا وقرروا أن تحل جماعة الإخوان المسلمين لأنها تحارب اليهود واستجابت لهم حكومة النقراشي في مصر وحلت الجماعة واستجابت لهم مرة أخري وقبلت الهدنة المعروفة بهدنة رودس ، وكانت الهدنة متنفسا لليهود يريدون أي فترة قليلة ليعيدوا ترتيب أنفسهم ، وأعطتهم الهدنة الفرصة ، كانت الهدنة خيانة للأمة وكانت الفرصة لدي الأمة لتنتصر أكثر من مرة علي اليهود ولكن لم يحدث .

وتأسف قائلا : قامت دولة الصهاينة وأصبحت حقيقة واقعة علي الأرض وخضنا حروبا بعد 48 النكبة الأولي و 67 النكبة الثانية ، وبعد 67 تغيرت السياسة العربية رأسًا علي عقب .. كانت السياسة العربية تقوم علي أن إسرائيل باطل بني علي باطل ، فلما حدثت نكبة 67 تغيرت السياسة وأصبح الرجل الأول في السياسة العربية عبد الناصر يقول علينا أن نزيل آثار العدوان .. بعد إزالة إسرائيل أصبح كل همنا أن نزيل آثار العدوان ، أي أنه أضفي الشرعية علي عدوان 48 كأنه أصبح حقا لإسرائيل وهكذا تغيرت السياسة 180 درجة .. ثم حدثت حرب 93 ولا اسميها 73 حرب العاشر من رمضان 1393وليس السادس من أكتوبر 1973لان رمضان ونفحاته كان له أثر فيها واستطاع المصريون أن يثبتوا أن إسرائيل ليست كما يظن ..إسرائيل ليست قوية ولكننا نحن الضعفاء.

من أضعفنا ؟!

وتسائل القرضاوي : من الذي أضعفنا ؟ أمة البطولات والانتصارات أمة بدر وفتح مكة وأمة حطين ؟ أضعفها البعد عن الدين : كان من الأخطاء الكبرى في معركتنا مع اليهود أنهم ادخلوا الدين في المعركة ونحن أبعدنا الدين عن المعركة ، دخلوا المعركة وهم يهود ولم ندخلها ونحن مسلمون، دخلوا ومعهم التوراة ولم ندخلها ومعنا القرآن ، دخلوا ومعهم التلمود ولم ندخلها ومعنا البخاري ومسلم ، قالوا نعظم السبت ولم نعظم نحن الجمعة ، قالوا الهيكل ولم نقل الأقصى .. والدين هو الروح الفعالة ، وفي 93 حينما كان الشعار الله أكبر بدأ الجنود يجودون بأرواحهم يقتحمون المعارك ولا يبالون ، الله أكبر فعلت فعلها.

وقرر أن نكبة فلسطين نكبة كبري وهي ليست نكبة الفلسطينيين وحدهم إنها نكبة الأمة كلها ، لو أن الفلسطينيين تنازلوا عن بلدهم لوجب أن نقاتل نحن عنها لأنها جزء من ارض الإسلام ولان الاقصي ليس ملكهم والقدس ليست ملكهم بل هي ملك امة الاسلام وليست ملك هذا الجيل وحده بل ملك الاجيال القادمة جميعا ولهذا ليس من حق أحد أن يتنازل عن حقوق الأخوة في فلسطين: حق العودة أو حق الدولة ، أو الحقوق الأساسية ليس من حق السلطة ولا من حق فصيل من الفصائل أن يتنازل عن هذه الحقوق الأبدية لانها حقوق الأجيال ، إذا كان هناك من شعروا بالتقاعس واليأس وأصبحوا يؤمنون انه لا الفائدة فليحتفظوا بيأسهم لأنفسهم !

الأمة قادرة

وأكد القرضاوي أن الأمة قادرة علي الانتصار ، مذكرا بانتصار المسلمين على التتار والصليبيين بعد الهزيمة .. نحن موقنون أن الانتصار قادم لا محالة لأنه يستحيل أن ينتصر الباطل علي الحق دائما .. لن يستمر طغيان إسرائيل ولن تستمر قوة أمريكا إلي الأبد .. الله جل وعلا أقوي من إسرائيل وأقوى من أمريكا ، وقد رأينا إخواننا في فلسطين وإخواننا في لبنان يذيقونها ما يذيقونها ليست إسرائيل بالعملاق الذي لا يقهر ، بقوة الإيمان وإيمان القوة نستطيع أن ننتصر علي إسرائيل بشرط أن نعود إلي سر قوتنا .. إلي روح القوة وقوة الروح وان نتوحد جميعا كما قال تعالي " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ" (الصف :4)

وفي الخطبة الثانية أعرب القرضاوي عن الآمال في أن تعود لبنان واحة للحرية وللأمان قائلا: نريد أن يعود لبنان كما كان وأن تتفاهم الفرق المختلفة ، نافيًا أن يكون هناك تفاهم بالسلاح ورأى أن السلاح للأعداء وللمقاومة ، مرحبًا باستضافة قطر للحوار اللبناني .

ودعا فضيلته للأخوة في فلسطين أن يشد الله من أزرهم وأن يقوي شوكتهم ويجمع صفوفهم ، ودعاهم إلى التحاور قائلاً : عار أي عار وحرام أي حرام أن يظل الفلسطينيون هذا في واد وهذا في واد وهم أمام عدو مهما اظهر لهم من الابتسام والود فلن يعطيهم شيئا ، يقول الله تعالي "أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا" (النساء : 53)

وختم القرضاوي خطبته بقوله : كونوا أذلة علي المؤمنين أعزة علي الكافرين ، النصر مأمول بإذن الله ، قد استطاعت الانتفاضات الأولي والثانية أن توقف اليهود عند حدودهم ، صحيح ليس عندنا ما عندهم من طائرات وصواريخ ولكن صواريخنا المحدودة أرعبتهم ، قذفت الرعب في قلوبهم وزلزلتهم ، مشيرًا إلى أن الحوار والوحدة أمر يفرضه الدين والعروبة والوطنية والعقل والأخلاق والسياسة.
خطب ومحاضرات : خطب الجمعة
القرضاوي يدعو المسلمين للأخذ بناصية الصناعات الحديثة

الدوحة - موقع القرضاوي / 1-6-2008

دعا فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي - رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين - الأمة إلى اللحاق بالثورات العلمية التي يشهدها العصر ، وأن تكون في مأخذ الزمام من القافلة لا في ذيلها ، وذلك كما كنا في الماضي عندما اقتبس منا الغربيون أساسيات الحضارة الحديثة ، مذكرا في الوقت ذاته بالمكانة السامية للعمل الجاد في الإسلام .

وفي خطبة الجمعة 25 جمادى الأولى 1429هـ بمسجد عمر بن الخطاب بالدوحة واصل فضيلته الحديث عن المال في نظر الإسلام ، فبين أن الدين الحنيف يعتبر المال قوام الحياة ، لهذا كان لابد لنا أن ننتج المال ونكسبه ، ولابد لنا أن نزرع وان نصنع وان نحترف ونتاجر ، مؤكدا أن كل الفئات وكل القوي يجب أن تعمل علي نهضة الأمة وهذا لا يكون إلا بالمال فلابد أن نُحَصِّل المال .

وقال القرضاوي إن المال في ذاته خير ، مستشهدا بحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم : نعم المال الصالح للرجل الصالح ، مبينا أن نظرة الإسلام للمال تختلف عن نظرة المسيحية ، فلم يأمر محمد أحدا من أتباعه أن يتخلي عن ماله بل قال: ما نفعني مال كمال ابي بكر، وقد أغناه الله بمال خديجة فتاجر فيه ، وقد دعا لخادمه انس بن مالك بأن يبارك الله له في ماله ، وكان يسأل ربه : اللهم إني أسألك الهدي والتقي والعفاف والغني ، وناجي ربه مناجاة بليغة رقيقة : اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اللهم اغنني من الفقر واقض عني الدين ، وقال لصاحبه سعد بن أبي وقاص عندما مرض وأراد ان يوصي بماله كله فقال له لا ، بثلثيه قال لا ، قال بنصفه قال لا ، قال بثلثه ؟ قال الثلث والثلث كثير ، انك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس .

المال قوام الحياة

وأضاف القرضاوي - مبينا خطورة أمر المال في المجتمع الإنساني - أن المال وسيلة لقضاء حاجات الفرد والأسرة والمجتمع ، وذكر أن بعض الأسر في الجاهلية قامت بقتل أولادها من إملاق أو خشية إملاق ، قال الله تعالي : "ولاتقتلوا اولادكم خشية املاق نحن نرزقهم واياكم ان قتلهم كان خطئا كبيرا" وخطر الفقر علي المجتمع انه لا ينهض بأعبائه في بناء الحضارة وبناء الأمة إلا بالمال ، ولذلك اعتبر القرآن المال قواما للحياة " ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما" ولهذا كان لابد لنا أن ننتج المال ونكسبه ، لابد لنا أن نزرع وان نصنع وان نحترف ونتاجر وهي كلها أعمال باركها الإسلام الذي بارك الزراعة ، مشيرا إلى قوله صلى الله عليه وسلم : أن قامت الساعة وفي يد احكم فسيلة فإن استطاع أن يغرسها فليغرسها ، وذلك إشارة إلي تمجيد العمل فالعمل في حد ذاته عبادة وان لم يأكل منه احد ، ليظل المسلم عاملا منتجا معطيا للحياة إلي أن تلفظ الحياة آخر أنفاسها .

وتابع فضيلته مرشدا : الإسلام يحث علي الصناعة فقد ذكر لنا القرآن عدة صناعات ، كان نوح عليه السلام يصنع السفن والفلك ، وإبراهيم خليل الرحمن كان يتقن صناعة البناء هو وابنه إسماعيل فهما اللذان بنيا الكعبة واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم ، وداود عليه السلام كان يتقن صناعة الدروع الحربية التي تقي المقاتلين من سهام العدو وألنا له الحديد أن اعمل سابغات وقدر في السرد .. ويقول النبي صلي الله عليه وسلم : ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده وان نبي الله داود كان يأكل من عمل يده ، رغم أن الله قد أتاه الملك ، وهناك صناعات أتقنها الجن لسليمان لان المجتمع لابد له من الصناعة .

مأخذ الزمام

وأضاف القرضاوي : يقول علماؤنا : أن كل علم يحتاج إليه المسلمون من علوم الدين او الدنيا وكل صناعة يحتاج إليها المسلمون في دنياهم حتي ينشئوا أمة قوية يعتبر تعلمها فرض كفاية علي الأمة أي واجب علي الأمة بالتضامن أن تهيء هذه الصناعات حتى قالوا: النجارة والحدادة وكل ما في عصرنا من التكنولوجيا المتطورة علي المسلمين ان يتقنوها ، فالثورات العلمية التي وصل إليها العالم بجهوده خلال القرون علي المسلمين إلا يتخلفوا عنها ، بل عليهم أن يكونوا في مأخذ الزمام من القافلة لا في ذيلها وهكذا كنا في الزمن الماضي واقتبس منا الغربيون مناهجنا الاستقرائية وعلوما جمة ، وتخلفنا نحن ، نمنا واستيقظوا، وتوقفنا وساروا، لابد أن نتقن الحرف والعلوم المختلفة وعندنا قاعدة تقول مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب فكل ما لا تتم به النهضة ولا القوة العسكرية والقوة الصناعية والقوة العلمية والقوة التكنولوجية إلا به فهو واجب ، واجب علي الأمة متضامنة حكامها ومحكوميها فقراؤها وأغنياؤها نساؤها ورجالها :كل الفئات وكل القوي يجب أن تعمل علي نهضة الأمة وهذا لا يكون إلا بالمال لابد أن نحصل المال ..

.حق وتبطل الباطل وتقول كلمة من اجل الحقيقة، ومن قومنا ومن اهلنا ويحسب علينا وينسب الينا؛ يقول لهؤلاء: لا أجلوا هذا الامر.. أهذا يصدق؟! أن يقف الانسان ضد اهله؟! ضد نفسه؟ إلا ان يكون هؤلاء ليسوا منا... هم ليسوا منا، ولسنا منهم، لو كانوا منا لغاروا علينا وحسبوا لنا حسابا ولسعوا من اجل الامة؛ ولكنهم وقفوا مع الاعداء واعتذروا عن هذا الموقف، بماذا؟ انه عذر اقبح من ذنب: كانوا مضطرين الى هذا الموقف لان العدو يمسك عليهم اشياء لو اعلنها على الناس لكانت فضيحة الدهر، انه يسجل عليهم تسجيلات وهم يطالبون الكيان الصهيوني بأن يستمر في عدوانه وألا يكف عنه حتى يرغم هؤلاء على الركوع والخضوع.. حتى قال لهم بعضهم: هناك مدنيون.. فرد اخواننا على العدو بأنهم يستحقون فهم انتخبوهم واضربوهم جميعا!

لجنة حيادية

اتصدقون هذا؟ اهذا يمكن ان يحدث؟ انني من فوق هذا المنبر ادعو الى التحقيق الفوري في هذه القضية الكبيرة، تقوم به لجنة حيادية فلسطينية عربية تتقصى الحقائق وتبينها لنا ثم تعرضها على الامة لتحاكم هؤلاء محاكمة علنية، ولو ثبت انهم فعلوا ذلك فلابد ان ينالوا عقوبتهم ويجردوا مما اصبحوا يتمكنون منه؛ فلا يمكن ان يكونوا امناء على هذه الامة. كيف تجعل الذئب راعيا، كيف تجعل الخائن مؤتمنا؟! هذه هي المصيبة. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ان من بين يدي الساعة سنين خداعات، يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويخون فيها الامين ويؤتمن فيها الخائن، وينطق فيها الرويبضة، قالوا: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في امر العامة"...

رأينا الخائنين بل رأينا المنافقين، بل رأينا الذين يبيعون انفسهم واوطانهم واديانهم واخلاقهم وكل شيء بثمن بخس " اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا".. الدنيا كلها لاتساوي عند الله جناح بعوضة، فماذا ينال هؤلاء من جناح البعوضة؟! باعوا اوطانهم من اجل جزء من جناح البعوضة باعوا اهليهم وشرفهم وكرامتهم.. خيبة الله عليكم، لعنة الله عليكم بوءوا بخزيكم، أخرجوا من هذه البلاد.. لستم اهلا لها، لقد خنتموها في اعز ما اؤتمنتم عليه...

يتولاها الأمناء

وقال فضيلته ماذا جرى للامة التي كانت في القمة حوالي عشرة قرون كانت هي الامة الاولى في العالم الاول، رائدة الحضارة، امة العلم والثقافة، عليها ومنها تعلمت اوربا يأخذون منها العلم والعمل والقيم والاخلاق، حين تتمسك هذه الامة بالاسلام تعلو رايتها واذا بعدت عن دينها تمكن منها اعداؤها وسلط عليها خصومها..

وهذا ما رأيناه في حروب الفرنجة وحروب التتار، حتى هيأ الله رجالا يدافعون عن حرماتها ويردون عنها اعداءها وينفخون فيها من روحهم وتعاد اليها قوتها مثل عماد الدين زنكي ونور الدين محمود وصلاح الدين الايوبي: هؤلاء هم الذين جمعوا الامة من شتاتها واحيوها من مواتها وخاضوا الجهاد لتحريرها، وبمثل هؤلاء تنتصر الامم وتعز الرسالات وتعلو كلمة الله في الآفاق، اما الخونة والمنافقون والذين يبيعون دينهم بدنياهم بل بدنيا غيرهم فلا قيمة لهم.. لايجوز للخائن ان يتولى امانة الامة بل يتولاها الامناء "إن خير من استأجرت القوي الامين". أما الضعيف وأما الخائن فلا يستطيع ان يحمل مسؤولية ابدا..

الاقصى الحبيب

وانتقل فضيلته الى المسجد الاقصى متحدثا عن أن الله عز وجل قد ربطه بالمسجد الحرام وان المسجد الاقصى منتهى الاسراء ومبتدى المعراج، منه عرج بمحمد الى السماء وفيه أمّ محمد الرسل والنبيين وصلى بهم إماما، إشعارا بأن الامة انتقلت الى قيادة جديدة، من بني اسرائيل الى الامة العالمية التي تنتمي الى هذا الدين العظيم "كنتم خير امة اخرجت للناس".. "امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس"..

هذا المسجد الآن وقبل الآن يتعرض لخطر شديد خاصة بعد الاحتلال الصهيوني للضفة وغيرها في 1967 ومن يومها وهم يفعلون مايشاؤون بالمسجد المقدس: حفريات من تحت وانتهاكات من فوق وكل يوم انتهاك جديد والامة لاتصنع شيئا، والامة منذ اربعين عاما من اغسطس1969 ومنذ احرق هذا الاسترالي جزءا من منبر صلاح الدين ثارت الامة الاسلامية واجبرت قادتها وملوكها وامراءها على ان يجتمعوا لاول مرة في القمة الاسلامية..

الآن يتعرض المسجد الاقصى لأخطار، خطر بعد خطر والامة لا تصنع شيئا حتى لا تحتج الاحتجاج القوي الصارخ الذي يدوي ولانسمعه، هناك فقط احتجاجات على استحياء خافتة من هذا وذاك: متى ستتحرك الامة؟ متى يتحرك ابناؤها وقادتها التي ولتهم الامة امورها!! هل ولتهم الامر حتى يتمتعوا بكل شيء ثم لايصنعوا شيئا اذا ديست حرماتها؟ على هؤلاء ان يقوموا بواجبهم، ووالله انهم قادرون على ان يصنعوا الكثير لو صدقت ارادتهم وتوحدت كلمتهم، لكن المشكلة انهم لايريدون ان يجتمعوا! متسائلا: هل الاقصى ملك للفلسطينيين وحدهم؟! لا انه للمسلمين جميعا وكل واحد يعرف حتى العامي ان الدفاع عن ارض الاسلام واجب على الامة الاسلامية، حتى تتحرر اي ارض من ارض الاسلام؛ فما بالكم بأن هذا الجزء المحتل من ارض النبوات، ارض المقدسات، ارض الاسراء والمعراج.. المسجد ليس مباركا وحده فقط بل الارض حوله مباركة وهذا يوجب على الامة ان تعمل لتحرر المسجد الاقصى..

الطائفة المنصورة

وقال فضيلته في هذه القضية مايمكن اعتباره فتوى: حرام على أمة تزيد على المليار والنصف ( 23 % من سكان العالم أي حوالي ربع السكان) أن تصمت.. انها كثرة كغثاء السيل!!! .. ان لي ثقة في جماهير الامة الاسلامية وشعوبها، اذا فقدنا الثقة بمعظم القادة السياسيين فلن نفقدها في جماهير الامة الاسلامية فهذه الامة لاتموت ابدا، امة الخلود، فهل هناك كتاب بعد القرآن؟ بعد النبي محمد؟ لا، هل هناك شريعة بعد الاسلام؟ لا، انها وارثة النبوات والشرائع ولهذا حفظها الله تعالى.

ضمن الله لرسوله ان تبقى هذه الامة ومن ضمنها طائفة يسميها العلماء "الطائفة المنصورة" تقوم على الحق لايضرها من خالفها وتبقى على الحق.. علينا ان نؤيد هذه الطائفة في كل مكان، تحمل الراية وتوقظ الامة ولايمكن ان تجتمع هذه الامة على ضلالة.. علينا ان نقيم هذا الامة ونشد عضدها، وعلى هذه الامة المنصورة ان تتعاضد ومايسميه المجتمع مؤسسات المجتمع المدني.. لايمكن ان تنهزم هذه الامة امام العصابات الصهيونية، امتنا امة قوية لو تجمعت ووجدت قادة لها، عليها ان تجبر قادتها الا يفرطوا في مقدساتنا، وندعها لليهود هذه العصابات الاجرامية، لهذا دعونا الامة ان يتضافر بعضها مع بعض ويتنادوا لنصرة الحق ولابد ان يرتفع صوت الحق " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون".

لكم يوما قريبا

وقال القرضاوي محذرا: أيها الصهاينة ان لكم يوما قريبا، ان الظلم لايدوم ابدا ولقد ظلمتم وطغيتم واكثرتم في الارض كل الفساد والله عز وجل يملي ولايغفل ويمهل ولايهمل " سنستدرجهم من حيث لايعلمون. وأملي لهم إن كيدي متين".

كيد الله اقوى من كيدهم ومكر الله اكبر من مكرهم.. نحن امة العرب والاسلام قادرون على ان نفعل الكثير نحن قادرون على ان نؤيد اخواننا بأنفسنا فإن لم نستطع فبأموالنا.. الجهاد بالمال كالجهاد بالنفس، اخواننا في ارض فلسطين بذلوا الارواح وبذلوا الانفس كما رأينا في حرب غزة وقبلها، علينا ان نساندهم بتبني المشاريع التي تثبت اهل القدس، مشيرا الى جهد مؤسسة القدس التي يترأس فضيلته رئاستها لدعم جهود المسلمين والمسيحيين معا في القدس التي تسعى اسرائيل لتهجيرهم منها.. وعلينا ان نقاطع البضائع الصهيونية والامريكية ونذكر الناس بذلك، وعلينا ان ندعو الله ان ينصر اخواننا على اعدائهم ويرد سهام اعدائنا.

وفي خطبته الثانية قال القرضاوي: لابد ان يحمل كل منا هم القدس، هم هذه القضية، قضية فلسطين ورمزها القدس، القدس التي جعلوها من القضايا المعلقة مثل اللاجئين والحدود والمياه، الكل معلق، فما الذي حل؟ هذه قضية لابد ان يتبناها كل مسلم انها ليست قضية العلماء وحدهم ولا الحكام وحدهم، بل كل عليه مسؤولية يتساءل ماذا فعلت من اجل القدس؟ حدثت اخوانك من اجلها؟ اعددت اسرتك؟ تحدثت مع اولادك؟

يظن بعض الناس ان اسرائيل خطر على فلسطين وحدها بل انها خطر على الامة كلها؛ خطر على العرب وعلى المسلمين بل خطر على العالم كله؛ خطر سياسي واقتصادي وعسكري وثقافي وديني، خطر من كل ناحية.. لابد ان نوعي الامة بهذه القضية فهي ليست قضية خاصة بالفلسطينيين.. لو ان الفلسطينيين تخلوا عن قضيتهم لوجب ان ندافع نحن عنها، انها ارض الاسلام، ولكن الفلسطينيين منذ ما يقرب من قرن من الزمان وهم يقاتلون عن ارضهم منذ ان احتل الانجليز القدس عام 1917..

وقال مختتما خطبته الثانية: على الامة بل على كل فرد ان يتبنى هذه القضية وان يعيها ويتحدث بها مع غيره حتى تظل حية مع كل فرد وفي رؤوس الجميع.

____________

المصدر: صحيفة الشرق القطرية. بتصرف
خطب ومحاضرات : خطب الجمعة
القرضاوي يدعو الدول لأن تصلح ما بينها وبين أبنائها

د. يوسف القرضاوي
القرضاوي/20-10-2009

الدوحة- أشاد العلامة الدكتور يوسف القرضاوي بالخطوة الليبية التي تمت مؤخرا وتمثلت في الإفراج عن 88 سجينا متهمين بالقرب من الجماعات المقاتلة، مباركا هذه الخطوة، وداعيا كل دولة لأن تصلح ما بينها وبين أبنائها وتطوي هذه الصفحات.

وقال فضيلته في خطبة الجمعة 16/10/2009 بجامع عمر بن الخطاب إن الدول ليست خصمية للشعوب فالمفروض ان الدولة بمثابة الاب للشعب، فهي تحنو عليه وتربت على كتفه وتحاول ان تصحح خطأه وان تدعوه الى التوبة، ومن لا يفعل العنف لا يجوز ان تعامله الدولة بالعنف.

وقال: انا اعجب لبعض البلاد التي تستخدم المحاكم العسكرية ولو عرض هؤلاء المتهمون على المحاكم المدنية لبرأتهم الفا في المائة، اعجب لماذا تحاول بعض الدول ان تقيم فجوات بينها وبين شعوبها، دولنا وحدها هي التي تفعل ذلك، الامم الاخرى تحاول ان تقرب ما بينها وبين شعوبها، لكن في بلادنا نجد خصومات بين الشعوب وبين الحكومات وقطيعة واحيانا حروبا، ولذلك فان كل دولة يجب ان تسعى لاصلاح ما بينها وبين شعوبها وطي هذه الصفحات وفتح صفحات جديدة تقوم على التعاون المشترك، فنحن في حاجة لان نبني امتنا فهي امة متخلفة في كل النواحي، يجب ان نصلح ونقارب لا ان نباعد ولا ان نفسد وان نمد ايدينا للمصافحة لا للضرب والتعذيب داخل السجون.. محييا ليبيا وماقامت به وأي دولة تعمل لها شاكرا لكل من سعى لهذا السبيل..

وكان فضيلته قد افتتح خطبته مذكرا بأنه قد اهتم العام الماضي بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم أما هذا العام فسوف تكون المعيشة مع القرآن العظيم الذي وصفه بأنه دستور الخالق لهداية الخلق ودستور السماء لإصلاح اهل الارض، الكتاب الذي لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه قال الله لرسوله: (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) معلنا أن الخطب القادمة سوف تكون مع موضوعات القرآن.. وفي القرآن آلاف الموضوعات أصدرت منها كتابين: الصبر في القرآن والعقل والعلم في القرآن.

وبعد أن عدّد موضوعات يمكن الحديث عنها فصل بأن هناك نوعين من التفسير: تحليلي تعيش مع السورة آية آية وآخر موضوعي تتحدث عن موضوع في القرآن وهو ما اختاره وقال انه سوف يبدأ بموضوع الإيمان والمؤمنين في القرآن..

أصل الايمان

وبين القرضاوي أن الايمان له مساحة عريضة جدا تناول فيها المؤمنين واثر الايمان والانسان وحقيقة الايمان والايمان الزائف والحقيقي، وتابع انه عمل قلبي اساسه اعتقاد القلب ثم ينضح على الجوارح والاعمال.. اذا لم يكن اصل الايمان في القلب فمهما قلت من اقوال ومهما عملت من اعمال فلا قيمة لها.. وقد يكفر الانسان بلسانه ويبقى مؤمنا كما فعل سيدنا عمار بن ياسر عندما اشتد عليه العذاب فنطق بها وجاء يبكي فنزل قوله تعالى (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان) حتى لو كفر بلسانه، وإنسان آخر يقول آمنت وقلبه خال من الايمان فأولئك المنافقون وقد حكى القرآن عنهم (ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وماهم بمؤمنين. يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون. في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون) هم يلقون الناس بوجهين إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا الى شياطينهم من اهل الكفر قالوا انا معكم انما نحن مستهزئون، (الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون. اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين).

ثمرات الايمان

وشرح أن أساس الإيمان رسوخ العقيدة في القلب كما قال الله تعالى (أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه) وفي سياق آخر يقول (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم) فأساس الايمان هو القلب ثم يأتي العمل، فالعمل من ثمرات الايمان فلا يمكن ان يؤمن الانسان ولا تظهر آثار إيمانه في اقوله وافعاله وواقع حياته، يستحيل هذا، وقد اختلف علماء الكلام حول: هل العمل جزء من الايمان او شرط له؟ ولا يهمنا هذا الكلام نحن نقول ان العمل لابد ان يتبعه الايمان قال الله تعالى (انما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون)، فلا يمكن ان يؤمن الانسان ولا يضحي من اجل ايمانه، ولا يبذل ماله ونفسه نصرة لعقيدته (أولئك هم الصادقون) القرآن الكريم يجسد ذلك في سورة الانفال متحدثا عن الذين آمنوا (إذا ذكر الله وجلت قلوبهم) يخشى القلب ويوجس خوفا من الله (واذا تليت عليهم آياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون. الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. اولئك هم المؤمنون حقا) وفي سورة المؤمنون: (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون الا على ازواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) هذه اعمال المؤمنين..

وتسائل فضيلته: أيوجد مؤمنون خالون من عمل؟ هل تتصور ايمانا بلا عمل؟ الا اذا كان الانسان مكرها على ذلك، وضرب مثلا بمؤمن آل فرعون والنجاشي وكان ملك الحبشة ولكنه لم يستطع ان يثور على شعبه فيثور عليه شعبه، ولكن الانسان المتمكن من العمل لابد ان يظهر ايمانه في حياته قولا وعملا واخلاقا وسلوكا ودعوة للغير.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://said63.yoo7.com
 
لقرضاوي : نكبة فلسطين نكبة للأمة كلها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ثورة الغضب 2011 - مزق دفاترك القديمة كلها - هشام الجخ
» بالفيديو.. "أنكرها كلها تماما" شعار أسرة مبارك أثناء المحاكم
» من أجل فلسطين
»  تاريخ فلسطين
» خط الزمن فلسطين في عصر النبوة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شباب العرب لكل العرب مدير المنتدى / سعيد حسين ياسين العطـار  :: خطبة الجمعة . استمع (صوتيات) أقرأ .. مواضيع-
انتقل الى: