المصرى.. أصبح «سيد قراره»

بسم الله الرحمن الرحيم

المصرى.. أصبح «سيد قراره»

٦/ ٢/ ٢٠١١

نعم إن مصر بعد ٢٥ يناير غير مصر قبل ذلك، ففى ذلك اليوم ثار المصريون يتقدمهم الشباب على الأوضاع الفاسدة والسلبية، والتى سادت عقوداً طويلة، والتى أنى منها الشعب المهضوم والمسلوب حريته.. لقد نادى المتظاهرون بمطالب، لا ينكرها أحد عليهم، لأنها مطالب كل المصريين وهى رحلة البحث عن الديمقراطية والعدالة والكرامة.. فى يوم ٢٥ يناير صار للمصريين صوت يشق عنان السماء.. لقد صار لشباب مصر قوة يؤخذ بها ويعمل لها ألف حساب. لا ينكر أحد أنه منذ يوم ٢٥ يناير أصبح المصرى هو فقط سيد قراره، ولا يستطيع أحد أن يملى عليه أشياء لا يريدها أو يفرض عليه قوانين ما أنزل الله بها من سلطان!!

فى هذا اليوم انتهت فترة مقولة «إن المجلس سيد قراره!!»، والتى أضحكت علينا الأمم المتحضرة وجعلتنا مسخرة باقى أمام الأمم، بالرغم من كونها جملة مكونة من أربع كلمات إلا أنها ضربت بالقانون عرض الحائط فى وقت ما فتئ فيه سياسيون بالمناداة بأننا دولة سيادة القانون. ظل المواطن المصرى عقوداً يئن تحت سوط القر والفقهر البدنى والنفسى.. يصرخ وينادى وليس هناك من يجيب!! أيها المصرى قد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادى!! أما الآن وبعد ٢٥ يناير صار الشباب سيدا فى وطنه، وبدأ السادة الحكام يستمعون إليه، بل ويتمنون الحوار معه، بعد أن أذاقوه الأمرين عقودا طويلة، وبعد أن رسموا مستقبله وملؤه بالشوك والمتفجرات وأصابوه بالإحباط!! بوروا أراضيه، وأغلقوا مصانعه، وطردوه شر طردة بحجة الخصخصة!! يا لكم من أبالسة الإنس..

الآن فقط أيها المصريون يتحدث إليكم السادة الحكام يخطبون ودكم بلسان كله حلاوة!! فى ذلك اليوم أعطى الشباب لمصر زخماً سياسيا، وقدم لها حركة إصلاحية كبرى فى غضون بضعة أيام بك.. أيها الشباب الواعى بسببكم ستشهد مصر نقلة حضارية إلى المستقبل والتحضر.. أخيراً دعونا نترحم على أولئك الشباب الشهداء، الذين دهسوا تحت عجلات الظلم والطغيان واستشهدوا من أجلنا، وأن ندعو الله أن يحقق للشباب كل ما يتمنونه.. آمين.

عثمان محمود مكاوى - ديروط

لا إله إلا الله سيدنا محمد رسول الله
مصر بعد ثورة التحرير 25/1/2011
منقول من جريدة المصري اليوم