تحولت المظاهرات الغاضبة بمحافظات مصر، والتى كانت تطالب برحيل الرئيس المصرى على مدار 18 يوماً من التظاهرات، والتى راح ضحيتها العشرات من المواطنين، إلى أفراح وزغاريد ونزول الملايين إلى الشوارع بالأعلام مرددين "الله أكبر الله أكبر تحيا مصر"، حيث شهدت المحافظات خروج الكبار والصغار إلى الشوارع معبرين عن الفرحة العارمة، عقب إعلان نائب الرئيس السابق محمد حسنى مبارك إعلان تنحيه.
ففى الإسكندرية عمت الفرحة العارمة أرجائها عقب إعلان النائب عمر سليمان عن خبر تنحى الرئيس مبارك، معتبرينه نجاحا كبيرا لثورة الشعب فى 25 يناير.
صاحت الجماهير "الله أكبر" وقرروا الخروج اليوم وغداً فى مظاهرات احتفالية بنجاح الثورة وتحقيق إرادة الشعب.
وفى شمال سيناء والعريش احتفل الآلاف من المواطنين بتنحى الرئيس، وقاموا بإطلاق الأعيرة النارية ابتهاجاً، وخرج الآلاف فى مسيرات حاشدة تركزت فى العريش، خاصة شارع 26 يوليو رافعين علم مصر.
وفى الشرقية تحولت المظاهرة المليونية التى كانت قائمة فى ميدان طلعت حرب بالمحافظة إلى احتفال حاشد عند إعلان خبر التنحى مرددين "الله أكبر الشعب انتصر على الفساد"، وتحولت مدينة الزقازيق إلى مهرجان من الأغانى والأناشيد الوطنية التى ردد خلفها المواطنون، والذين وصل عددهم إلى مليون مواطن.
وفى البحر الأحمر احتفلت الجماهير الغفيرة بالمحافظة ابتهاجاً بتنحى الرئيس، مرددين العديد من الهتافات، والذين تفاعل معهم عدد من الأجانب الذين كانوا باقين بالمحافظة.
وفى الغربية تحولت المظاهرات الحاشدة الغاضبة إلى آلاف من المواطنين يجوبون شوارع المدينة، خاصة مدينتى طنطا والمحلة اللتين عانتا كثيرا من الإضرابات.
وفى بورسعيد خرج الآلاف من المواطنين إلى الشوارع محتفلين، خاصة بعد تصاعد أعمال العنف التى شهدتها المحافظة اليوم، ولكن سرعان ما تحولت إلى أفراح.
وفى بنى سويف عبر مئات الآلاف من مواطنى المراكز السبع الإدارية لمحافظة بنى سويف عن سعادتهم الغامرة بإعلان عمر سليمان تنحى الرئيس مبارك عن السلطة، حيث طاف الشباب بسياراتهم شوارع المدن وأطلقت النساء الزغاريد فى المنازل كما سمع صوت إطلاق النار فى كل مكان احتفالاً بتنحى مبارك عن الحكم، كما ردد المتظاهرون الذين احتشدوا بميدان المديرية عبارات الانتصار و"مبروك لمصر" و"الجيش والشعب إيد واحدة" حيث تبادلوا التهانى والأحضان، وانقلب الاعتصام والتظاهر إلى احتفال برحيل مبارك، فضلاً عن قيام أصحاب المحال التجارية بتشغيل الدى جى والتغنى بمجموعة من الأغانى الوطنية، أما أسر شهداء ثورة الشباب المشاركين فى المظاهرات فأعلنوا عن ارتياحهم برحيل مبارك واصفين ذلك "بأنه يشفى غليلهم ويهدئ من النار المشتعلة فى صدورهم"، مرددين شعار "ياشهيد نام وارتاح عصر مبارك ولى وراح"، بينما حرص المواطنون على تبادل المكالمات الهاتفية وإرسال كلمة "مبروك" عبر المحمول معبرين عن فرحتهم ومتبادلين التهانى. وخرج العديد من الأهالى بمنطقة شبرا الخيمة وقليوب فى الشوارع يهتفون "تحيا مصر" وانطلقت الزغاريد من شرفات المنازل، بينما مضى الشباب والرجال والأطفال فى مسيرات معبرة عن فرحتهم برحيل الرئيس مبارك وتنحيه عن السلطة للقوات المسلحة مرددين هتافات "الجيش والشعب إيد واحدة"
وأكد الأهالى، إننا سنأتى إلى يوم نتعامل فيه مع بعضنا البعض بكرامة وحرية وسنقول كل ما نشعر به بعد ذلك دون خوف من أى بطش سواء من الشرطة أو غيرها، وأن مصر ولدت من جديد وسيحقق الشباب أحلامهم وسيقومون بإعادة الاستقرار وبناء ما تم تدميره خلال الأيام الماضية، وأن ثورة الغضب ستظل عالقة فى تاريخ الأمة.
وفى الإسماعيلية خرجت مسيرات حاشدة أيضا تحتفل بنجاح الثورة وتنحى الرئيس، وشهدت معظم شوارع الإسماعيلية صخباً وهتافاً بتنحى النظام وتحقيق مطالب الثورة ولم ينسوا أن يطالب الجيش بالحفاظ على الثورة وتحقيق مطالب الشعب كما وعد فى بيانه الثانى، هذا هو المشهد الختامى ليوم الجمعة فى مدينة الإسماعيلية، وهى آخر أيام حكم الرئيس مبارك لمصر بعد ثلاثين عاماً، أما الأيام القادمة لا أحد يستطيع أن يتكهن بشكلها، حسب أقوال سياسيين وقوى معارضة بالشارع الإسماعيلى.
محافظات مصر تحتفل بيوم الخلاص بعدما أسقط الشعب الرئيس