سلوى سعيد
عدد الرسائل : 208 تاريخ التسجيل : 03/04/2007
| موضوع: الخطبة الثانية (واعدو لهم ما استطعتم من قوة) الجمعة يونيو 08, 2007 2:38 am | |
| الخطبة الثانية: الحمد لله الإله الحق، لا تُحصى دلائل وحدانيته ولا تُعد، أحمده سبحانه وأشكره، لا ينتهي كرمه ولا يحد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تنزّه عن الصاحبة والولد، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله أكرم رسول وأشرف عبد، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان وسلك مسالك الرَشَد. أمـــــا بعـــــــــــد: فإن القوة متمدَّحَة حين تكون في طرق الخير ووجوه المنافع للنفس والأهل والناس أجمعين، قوةٌ تحقّ الحق وتبطل الباطل، تسير في المسار الصحيح والغايات الشريفة. أما حينما توظَّف القوةُ في سبيل الشر والأنانية والمصالح الضيقة وإيذاء الناس وبسط النفوذ المستكبر تكون وبالاً على البشرية، بل إنها في المآل وبالٌ حتى على أصحابها، ولقد قالت قوم عادٍ الأولى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [فصلت:15]، وقال لهم نبيهم هود عليه السلام محذِّراً ومنذراً: وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [الشعراء:130، 131]. وفي مراجعة القوة في العصور الراهنة، تلك القوة المتسلطة التي صحبت عهود الاستعمار، إنها قوى شر تسلطت على أمم ضعيفة، جاسوا خلال الديار، يفتشون عن الثروات ويقطعون طرق التجارات، ويستأثرون بالمنافع، في قلوب ملأى بالجشع، ونفوس مفتوحة بالشره، تتقدّمها معدات مُجَنْزَرة، وتظلِّلها طائرات مُزمجِرةً، في عساكر مدربة وإرساليات ماكرة، يقطعون على أهل البلاد أرزاقهم، ويكدِّرون على الوادعين أمنهم، لم تكن تلك القوى في سبيل الله، ولم تكن لإعلاء كلمة الله، بل كانت للشهوات والمصالح الضيقة. ولقد علم من استقرأ التاريخ أن الحروب المعاصرة أشدّ حروب البشر ضراوة، وأقساها معاناة، ولا يزال كثير من الدول الكبير منها والصغير تنفق على الاستعداد للحروب فوق ما تنفق على المصالح الأخرى الضرورية للدولة وللأمة، بل إن فيها من يُرهق شعوبه بالضرائب لأجلها. ولولا سوء النية وفساد الطوية في بعض النفوس وقلة الثقة المتبادلة بين كثير من الدول لأمكن الاتفاق سراً وجهراً على ما ينادي به الفضلاء ويقترحه العقلاء من تقليل الاستعداد لهذه الحروب المدمّرة، والتي كثرت أسبابها، واتسعت اختراعاتها، وتنوّعت تقانياتها، فصارت خطراً على غير المقاتلين، تُهلك الحرث والنسل، بل تقضي على كل آثار الحضارة والعمران، ولكن مع الأسف إذا ساد قانون الغاب فلا يُسمع لضعيف قول، ولا يُعترف له بحق، ولو أقام كلَّ البراهين وأدلى بكل الصحيح من الحجج. وحينما يكون العقل لشريعة الاستبداد فالقول قول القوي، والنافذ فعل الظالم، يأخذ وينهب، وليس معنياً بحجة، ولا سائلاً عن برهان. ألا فاتقوا الله ـ أيها المسلمون ـ ما استطعتم، وأعدوا من قوة الخير والحق ما استطعتم، ثم صلوا وسلموا على نبيكم محمد نبي الرحمة والملحمة، فقد أمركم بذلك ربكم فقال في محكم تنزيله وهو الصادق في قيله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [الأحزاب:56]. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر والخلُق الأكمل، وعلى آله الطيبين الطاهرين...
| |
|
فاتن 1993
عدد الرسائل : 5 تاريخ التسجيل : 11/06/2007
| موضوع: رد: الخطبة الثانية (واعدو لهم ما استطعتم من قوة) الإثنين يونيو 11, 2007 6:36 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم شكرا على هذا الموضوع | |
|