علي
عدد الرسائل : 265 تاريخ التسجيل : 03/04/2007
| موضوع: عن إحياء المبادرة ودفن القضية الثلاثاء أبريل 10, 2007 7:48 pm | |
|
عن إحيـاء المبـادرة' ودفـن' القضيــة بقلم: فهمـي هـويـــدي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]اخشي ما أخشاه أن يؤدي احياء مبادرة السلام العربية إلي دفن القضية الفلسطينية, من خلال تحويلها من قضية إلي مطية.
(1) هذا الهاجس بدأ يتسرب إلي نفسي منذ ابتدع الامريكيون حكاية الدول العربية' المعتدلة' التي فهم أنها بمثابة ناد رباعي جديد لاصدقاء الولايات المتحدة في المنطقة. وما اثار انتباهي في تشكيله أنه لم يضم أيا من دول المغرب العربي رغم أن لواشنطن اصدقاء حميمين هناك الأمر الذي استنتجت منه أن النادي الجديد مهمته مشرقية بالدرجة الأولي. وقد قوي ذلك الهاجس حين لاحظت النشاط المريب الذي قامت به وزيرة الخارجية الامريكية في المشرق بوجه اخص خلال الفترة التي سبقت انعقاد قمة الرياض. وكان ابرز ما في الشق المعلن من ذلك النشاط اجتماعها في عمان مع مسئولي اجهزة الأمن في الدول' المعتدلة' ثم اجتماعها مع وزراء خارجية الدول المذكورة في اسوان عشية انعقاد القمة.
لقد كان استحضار المبادرة بعد خمس سنوات من اطلاقها مثيرا للتساؤل بحد ذاته خصوصا أنها في حينها رفضت من جانب الولايات المتحدة واسرائيل ورد عليها شارون ليس فقط بالسخرية والازدراء وانما ايضا باجتياح الضفة الغربية والقطــاع. ولم يتوقف التساؤل في ظـل تواتر التصريحات الرسمية التي اكدت أنه لا تعديل في المبادرة وأن المملكة السعودية التي تبنتها من البداية ملتزمة بكل ما تضمنته في عام2002, فقد استغربت لأول وهلة ذلك الاصرار علي أنه لا جديد في المبادرة في حين بدأ المسئولون في الخارجية الامريكية يغيرون من كلامهم عنها متحدثين عن ايجابيات فيها. وكانت المفاجأة أن رئيس الوزراء الاسرائيلي لم يعلن رفضه للمبادرة. ولكنه قال انها خلقت جوا ايجابيا في مواقف الدول العربية, وهو ما اعتبره' تغيرا ثوريا' يمكن أن يؤدي إلي احلال السلام خلال خمس سنوات.
اثار الانتباه أيضا في تصريحات اولمرت قوله إن ذلك الجو الجديد الذي طرأ علي حوارات قمة الرياض نتيجة لادراك كثير من القيادات العربية أن المنطقة تواجه اخطارا كثيرة وأن اسرائيل ليست الخطر الأكبر. في اشارة لا تخفي دلالتها الي أن الفكرة الكامنة وراء التغيير هي أن ايران وليست اسرائيل هي الخطر الحقيقي الذي يهدد المنطقة. واذا صح هذا الكلام فإنه يعد بمثابة انقلاب في الرؤية الاستراتيجية العربية يتوافق مع الموقف الامريكي الساعي الي تعبئة العالم العربي ضد ايران.
(2) لا غموض في الموقف الاسرائيلي من المبادرة رغم أن التصريحات الرسمية التي ترفع شعار' نعم ولكن' قد تثير الالتباس لدي البعض. فهناك ركيزتان لذلك الموقف, اولاهما اجماع القادة الاسرائيليين علي لاءات ثلاثة اعلنها اولمرت اكثر من مرة هي: لا للعودة الي حدود عام67_ لا لعودة اللاجئين الي ديارهم, لا لتفكيك المستوطنات. وهي اللاءات التي تتعارض تماما مع اسس المبادرة. الركيزة الثانية تحدثت عنها في الشهر الماضي بصراحة_ بوقاحة إن شئت الدقة_ وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني أمام مؤتمر' ايباك' الذراع الصهيونية الامريكية حين طالبت الدول العربية بتطبيع علاقاتها مع اسرائيل اولا لتهدئة مخاوفها وطمأنتها.
معروف أن المبادرة السعودية عرضت اعتراف الدول العربية باسرائيل اذا ما انسحبت إلي حدود ما قبل4 يونيو67 وقبلت بحل عادل لمشكلة اللاجئين, وأزالت المستوطنات التي اقامتها في الاراضي التي احتلتها بالمخالفة للقانون الدولي. واعتبرت أن الاعتراف معلق علي شرط الاستجابة لتلك المطالب. ولأن هذه الاستجابة غير واردة اسرائيليا فقد دعوا إلي تغيير المبادرة والبدء باسقاط الاشارة الي حق العودة رغم أن نص المبادرة تحدث عن التوصل الي' حل عادل' لمشكلة اللاجئين. وبطبيعة الحال تبنت السيدة كوندوليزا رايس الموقف الاسرائيلي غير ان الطرف العربي رفض مبدأ التعديل. وحينئذ قرر الاسرائيليون والامريكيون الالتفاف علي هذا الموقف والاحتيال عليه من خلال فكرة خبيثة تمثلت في طرح الحوار حول الموضوع والتفاهم بشأن المبادرة.
هكذا فانه باسم المبادرة تتم لقاءات الاسرائيليين مع ممثلي الدول العربية خصوصا الدول الخليجية فيبدأون خطوات التطبيع عمليا في حين لا يقدمون علي أي اجراء يعالج أي بند في ملف القضية الفلسطينية وبهذه الطريقة تتحول المبادرة الي طعم يوقع العرب في شباك التطبيع مع اسرائيل دون أن يكلفها ذلك شيئا.
هذا' السيناريو' لم يعد سرا بل أن الطموح ذهب الي أبعد منه. فقد نشرت صحيفة' يديعوت احرونوت' في3/25 الماضي إن وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ومفوض العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا اتفقا علي اقناع كل من السعودية والدول الخليجية بالمشاركة في قمة عربية اسرائيلية, تحضرها الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي. كما تحضرها كل من مصر والاردن ورئيس السلطة الفلسطينية. واكدت الصحيفة أن سولانا قال في محادثات مغلقة إن هناك بالفعل خطة مشتركة بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لتنظيم مثل هذه القمة التي من المقرر أن تعقد في نهاية ابريل أو مطلع شهر مايو. ونوهت الصحيفة الي أن رايس دعت وزراء خارجية وقادة الاجهزة الاستخبارية في الدول العربية الذين التقتهم في اسوان مؤخرا لأن يشرعوا في خطوات التطبيع مع اسرائيل (3) ذات صباح اغبر( في4/3) نشرت صحيفة' الشرق الاوسط' عنوانا علي صدر صفحتها الاولي يقول: مجموعة عمل عربية من11 دولة للاتصال باسرائيل. وتحت العنوان تقرير لمراسلي الصحيفة في القاهرة زف الي القراء النبأ التالي: في اول خطوة من نوعها شكلت الجامعة العربية مجموعة عمل من11 دولة عربية' لشرح مبادرة السلام العربية. وستكون هذه واحدة ضمن عدة مجموعات ستكلف باجراء اتصالات للدعوة للمبادرة العربية التي تعرض علي اسرائيل علاقات طبيعية مقابل الانسحاب من الاراضي التي احتلت عام1967 وتسوية مشكلة اللاجئين.
وكانت الصحيفة ذاتها قد نشرت في اليوم السابق خبرا بثته من القدس وكالة رويتر للأنباء نسب الي دبلوماسيين قولهم إن الولايات المتحدة ومصر تطالبان اسرائيل بسرعة البدء في اجراء محادثات مع لجنة الجامعة العربية بشأن المضي قدما في عملية السلام للتفاوض حول امكانية التوصل الي اتفاق(!)_ ونقلت عن احد الدبلوماسيين قوله ان الجامعة العربية في ذلك ستتحدث مع اسرائيل لأول مرة بشكل رسمي وعلني.
هذه الأخبار ان صحت فمعناها ان اسرائيل كسبت الجولة, وان مسعاها الي التطبيع مع الدول العربية مع استمرار تجاهل الشأن الفلسطيني بسبيله الي التحقيق, وهو ما اعتبرته في البداية ـ لفرط سذاجتي ـ اقتراحا وقحا. معناه ايضا أن تشكيل وفد يمثل الجامعة العربية لشرح المبادرة_( التي لا تحتاج الي شرح)_ هو انهاء عملي لفكرة المقاطعة.
ادري أن قمة الرياض كلفت اللجنة الوزارية الخاصة بالمبادرة بتشكيل فرق عمل للاتصال مع الاطراف الدولية المعنية بعملية السلام وحشد التأييد للمبادرة. الا أنني لا افهم ولا اجد مبررا لمخاطبة اسرائيل في هذا الصدد إلا إذا اعلنت عن قبولها للمبادرة واستعدادها لمناقشة الآليات والتفاصيل. أما حين ترفض عناصرها الاساسية ولا تريد منها سوي المفاوضات المباشرة مع الدول العربية والسعودية في مقدمتها. حين يصبح الامر كذلك فإنه لا يبقي هناك أي سبب مشروع لمخاطبة الاسرائيليين في شأنها. بل لا يكون هناك منطق أو مبرر للاستمرار في تبني المبادرة من الاساس. اذ لا جدوي ولا معني للاتصال في ظل التوازنات الراهنة مع الاطراف الدولية المعنية بالموضوع لاننا نعرف جيدا أنها منحازة الي الموقف الاسرائيلي بدرجة أو اخري ولن تذهب بعيدا عن الانحياز الامريكي, كما أن سلوك المستشارة الالمانية انجيلا ميركل اثناء زيارتها الاخيرة للأرض المحتلة الذي اتسم بالاسراف في مجاملة الاسرائيليين والجفاء والعجرفة ازاء الفلسطينيين, تعبير آخر عن ذلك الانحياز.
(4) ان اسرائيل لم تقدم أية بادرة لحسن النية ازاء الفلسطينيين في تعاملها' المتغير الثوري' الذي احدثته المبادرة. فلا فكت الحصار عنهم ولا أعربت عن استعدادها لوقف تغيير الحقائق علي الارض, خصوصا سياستها الاستيطانية التي تمس قضايا الوضع النهائي. في الوقت نفسه فان العرب ذهبوا بعيدا في حسن النية حين اعتبروا المبادرة السعودية موقفا عربيا وحين لم يشترطوا علي اسرائيل القبول بها قبل التقدم في أي اتجاه. كما انهم لم يحددوا سقفا زمنيا لتطبيقها فضلا عن أنهم لم يحددوا بدائلهم وخياراتهم اذا ما تمسكت اسرائيل برفض عناصر المبادرة, وضغطت علي' دول الاعتدال' لتغييرها.
أن ثمة تخوفا مشروعا من تفريغ المبادرة من مضمونها ونجاح عملية الالتفاف عليها واستخدامها سبيلا لتحقيق المآرب الاسرائيلية التي تهدر الحقوق الفلسطينية بالكامل. ولدي المتشائمين قرائن عدة اشرت الي بعضها تبرر خشيتهم من ان يؤدي احياء المبادرة الي دفن القضية الفلسطينية في نهاية المطاف.
التقيت في مؤتمر عقد بالدوحة مؤخرا الدكتور عزمي بشارة المثقف الفلسطيني البارز الذي وجدته أحد المتشائمين لدرجة انه قال ان اجتماعات الدول العربية في هذا الزمن باتت تسوغ التنازل التدريجي عن استحقاقات القضية الفلسطينية حتي اصبح البعض يتنافسون في التنازل ومجاملة اسرائيل لكسب رضي الادارة الامريكية.( للعلم: قال لي احد المثقفين السودانيين أن بعض مسئولي حكومة الخرطوم طرحوا فكرة الاعتراف باسرائيل للخروج من مأزق الضغط الامريكي علي السودان بسبب مشكلة دار فور). اضاف الدكتور بشارة قائلا إنه بات يفكر جديا الآن في مطالبة الدول العربية بان ترفع ايديها عن الملف الفلسطيني وأن تنصرف الي تحقيق الاصلاح السياسي في جبهتها الداخلية أملا في أن يوفر ذلك للعالم العربي حظا اكبر من العافية والممانعة يمكنها في المستقبل من أن تكون اكثر استعدادا لمقاومة الضغوط الخارجية, واكثر ادراكا لمسئولية الدفاع عن قضايا الامة المصيرية وعن امنها القومي الذي تقع قضية فلسطين في قلبه. [/size] | |
|
zaid
عدد الرسائل : 23 تاريخ التسجيل : 19/04/2007
| موضوع: رد: عن إحياء المبادرة ودفن القضية الثلاثاء مايو 08, 2007 5:32 pm | |
| شكرا يا شيخ على انا ابراهيم صبحى زايد | |
|
zaid
عدد الرسائل : 23 تاريخ التسجيل : 19/04/2007
| موضوع: رد: عن إحياء المبادرة ودفن القضية الثلاثاء مايو 08, 2007 5:34 pm | |
| | |
|