شيماء
عدد الرسائل : 202 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: الفوز.. علي الطريقة الإيطالية السبت فبراير 09, 2008 5:11 pm | |
| الفوز.. علي الطريقة الإيطالية! شحاتة لعب بخطة ذكاء الثعالب في مواجهة الأفيال!كتب : حسـن المسـتكاوي | أكتب وأبصم وأختم بالعشرة وأعلن سقوط شبح اللاعبين الأفارقة المحترفين في أوروبا, وأنه يجب ألا نخشاهم أبدا, فما فعله المنتخب الوطني في كوت ديفوار, نتيجة لجهد الرجال الذين عملوها, ولعبوا بروح البطولة وبقتال, أمام منافس مرعب, وسجلوا أربعة أهداف وسط ذهول الجميع, بل ووصل الأمر إلي أني قفزت وصرخت وحزنت لأن زيدان ضيع الهدف الخامس.. تصوروا؟!
لعب المنتخب الوطني بذكاء, واستخدم الطريقة الإيطالية, وهي إحدي الطرق التكتيكية لإحراز الفوز, وكانت اختيارا واقعيا من جانب حسن شحاتة, فلم نفتح صدرنا كما فعل المنتخب الغيني بسذاجة, وهو يواجه كوت ديفوار, وكان الخطأ الأكبر لدي الأفيال أنهم صدقوا ما فعلوه بالفريق الغيني, وتصوروا أنه يمكن أن يتكرر أمام منتخب مصر!
قلت قبل المباراة, صباح الأربعاء الماضي بالنص: إن كوت ديفوار تملك أسلحة ونحن أيضا نملك أسلحة, وسلاحنا الأول هو ذكاء الثعالب, وكنا كذلك أمام الأسود, والخطة التي يجب أن نطبقها أمام كوت ديفوار يمكن اكتشافها بمراجعة مباراة غينيا مع كوت ديفوار, فلا نفعل كل ما فعلته غينيا, التي لعبت بفطرة وتلقائية وسذاجة, وبصدر مفتوح, وهذا الأسلوب لا يصلح لدور الثمانية, ولمراحل خروج المهزوم, فإيطاليا كسبت كأس العالم مرتين بطريقة الثعالب, التي تدافع بمنتهي القوة والدهاء, وتشن غارات هجومية سريعة تشل دفاع المنافس, والبعض للأسف يفهم الدفاع خطأ, فهو ليس بالتراجع والتكتل, فهناك الدفاع المتقدم, والدفاع بالضغط, والدفاع بامتلاك الكرة, والدفاع بإبطاء الإيقاع, وربما يفتح هدف مبكر المباراة, ويفتح أبواب الثقة ويزيدها عند لاعبينا.
كان ذلك هو تصوري لخطة اللعب بالكلام, وهي خطة بديهية يعرفها الجميع, خاصة حين يدرك هذا الجميع ما يملكه اللاعب المصري من أسلحة, مثل الخفة, والسرعة, والرشاقة, والذكاء, في مواجهة القوة البدنية, والأطوال, واللياقة, وهي أسلحة الأفارقة, كما شاهدنا مثلا كيف غربل عمرو زكي شجرة السنديان حبيب كولو توريه في الدقيقة67 حين سجل هدف المنتخب الثالث, وكيف كان أبوتريكة يرسل لاعبي الوسط العاجي في اتجاه ثم يمر من الاتجاه المعاكس, وكيف كان حسن شحاتة رائعا في إدارته للقاء, لكن دعونا نترك الكلام ونراجع ما جري في الملعب في ثلاث نقاط لأنها تساوي كل المباراة: {{ أولا: الطريقة والتشكيل كانا بلا تغيير سوي في الدفع بأحمد حسن بدلا من محمد شوقي, وظهرت قدرات حسن لأنه لعب من البداية, وقام مع حسني عبدربه بمساندة دفاعية مستمرة لخط الظهر بمقابلة رباعي الوسط العاجي أمام الصندوق, وهذا التمركز كان اضطراريا لبناء الحائط الدفاعي علي الدائرة بلغة كرة اليد, علي الرغم من خطورته بلغة كرة القدم. فنحن نواجه فريقا قويا جدا, بجانب قيام عمرو زكي ومتعب بالدفاع المبكر بالضغط علي خط الظهر لإجبار منتخب كوت ديفوار علي إرسال الكرات الطويلة الهوائية بدلا من بناء الهجمات الأرضية, ليفسدها الدفاع المصري, بالإضافة إلي قيام حسني عبدربه وأحمد حسن وعمرو زكي ومتعب بالتغطية الدفاعية في الطرفين أيضا! {{ ثانيا: قام أحمد فتحي بجهد رائع في الجبهة اليمني, وكان مفتاح هجمات, وقام حسني عبدربه بالمساندة الهجومية عند امتلاك الكرة, وكان أبوتريكة محطة تهدئة في مباراة سريعة وعصيبة, وهو يقرأ الملعب ويراه, ولمساته وتمريراته دقيقة, وتكتيك الهجوم المضاد كان محسوبا, فمع مضي الوقت سوف تتسع المساحات في ملعب كوت ديفوار, ومن واحدة من تلك الهجمات السريعة سجل أبوتريكة الهدف الرابع بتمريرة محسوبة ودقيقة من زيدان! {{ ثالثا: تألق عصام الحضري بصورة مذهلة, وصحيح كان موفقا في بعض الكرات لكنه تصدي لأهداف محققة, منها انفراد من دروجبا في الدقيقة28, وساعتها وقف شعر رأسي هلعا وفزعا, ومنها ضربة رأسية من دروجبا أيضا في الدقيقة49 بداية الشوط الثاني, فوقف هذه المرة شعر رأس الفيل العاجي ذهولا وإعجابا, وما فعله الحضري كان أصعب من إنقاذ رائع شهير لحارس مرمي انجلترا بانكس في مواجهة بيليه في كأس العالم عام1970, كما تصدي الحضري لصاروخ عاجي في الدقيقة58, لذلك يستحق الحضري الدرجة الكاملة, ولو كان الأمر ممكنا لمنحته(11 من10)!
والآن أنقل لكم بعض الملاحظات التي دونتها في أثناء اللقاء:
1 ـ ندافع بثمانية لاعبين عند فقد الكرة, لكن هذا الدفاع والرقابة الصارمة من وائل جمعة لدروجبا ومن شادي لأرونا دندانيه جعل هجوم كوت ديفوار الجارف مثل موجات التسونامي ينكسر أمام حائط الحماية المصري الخرساني!
2 ـ فشل منتخب كوت ديفوار في تكرار جملته التكتيكية التي تقوم علي فتح دروجبا لثغرة في الجبهة اليسري والنفاذ منها والتسجيل!
3 ـ تصدي الحضري لكرة دروجبا في الدقيقة28 زاد من جرعة الثقة لحارسنا, وكانت تلك اللحظة مفتاح تألقه!
4 ـ توجد مساحة في وسط ملعب مصر تسمح للفريق العاجي ببناء الهجمات الخطيرة لابد من مقابلة وسط كوت ديفوار والضغط مبكرا لمنعه من التمرير!
5 ـ عبد القادر كيتا عبر عن فرحته بهدف فريقه الوحيد الذي سجله بمنتهي الغل والغضب, وهو ما يعكس الحالة المعنوية لمنتخب كوت ديفوار إزاء الهزيمة!
6 ـ الدقيقة68 شحاتة يسحب متعب ويدفع بزيدان, وأثبت أن تغييره كان موفقا, لأن ورقة هجومية مثل زيدان يمكن أن تكون قوة دفاعية, والتغيير التالي والتالي كانا منطقيين, بخروج سيد معوض واشتراك محمود فتح الله, وخروج عمرو زكي واشتراك إبراهيم سعيد!
7 ـ تمريرة زيدان إلي ابو بوتريكة ليسجل منها كانت رائعة؟!
8 ـ عبد المنصف يحتضن الحضري بحب ويحتفل معه, والبدلاء فرحتهم مماثلة لفرحة لاعبي التشكيل, وحسن مصطفي يمسك بالعلم, لكن أجمل مشهد كان ابتسامة حسن شحاتة بعد الهدف الرابع!
ويبقي أني كنت قد سجلت عقب فوزنا الكبير علي الكاميرون مباشرة أن منتخب الأسود نال درسا سوف يستفيد منه في المباريات التالية, وأن فوز المغرب علي ناميبيا ليس مقياسا للقوة, ويبقي أيضا أني نقلت ما صرح به صمويل إيتو في المؤتمر الصحفي عقب مباراة مصر مباشرة حيث قال: لم نخرج من البطولة بعد.. وسنفوز بالمباراتين التاليتين, وسنلعب المباراة النهائية!.
|
| |
|