فرحـــــة العـــمر

فرحة ما أجملها‏..‏ كأس ما أروعها‏..‏ منتخب حاجة تشرف‏..‏ لقد تحول الحلم إلي حقيقة‏..‏ والخيال إلي واقع بعدما نجح رجال المنتخب الوطني الأول لكرة القدم في الفوز بكأس الأمم الإفريقية الـ‏26‏ في غانا بفوزه علي الكاميرون بهدف نظيف أحرزه الفنان محمد أبو تريكة في الدقيقة‏78‏ من عمر اللقاء بتمريرة سحرية من الموهوب زيدان وبهذا الفوز نجح فريقنا في الاحتفاظ باللقب للمرة الثانية علي التوالي لأول مرة في التاريخ فقد ذهب فريقنا إلي غانا

وهو يحمل اللقب ولم يفرط في كأسه وقدم عروضا مبهرة في اللقاء الذي جمعه مع الكاميرون علي ستاد أكرا مساء أمس الأحد في ختام البطولة وسط حضور جماهيري كبير يتقدمهم الرئيس الغاني ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر ورئيس الاتحاد الإفريقي عيسي حياتو وحضر الكثير من نجوم الكرة العالمية أبرزهم البرتغالي مورينيو أغلي مدرب في العالم ومدرب تشيلسي الإنجليزي السابق‏.‏ وعندما نتحدث عن أسباب الفوز نجد أن المنتخب استحق الفوز
وإحراز اللقب ليس لمستواه الراقي في المباريات السابقة بقدر احتفاظه في المباراة النهائية بروح قتالية تسعي إلي الانتصار ولم تهتز رباطة الجأش بالتصدي المتتالي لكاميني للهجمات المصرية‏,‏
ويحسب لحسن شحاتة المدير الفني للمنتخب تعامله مع التكدس الدفاعي بإعلاء شأن المهارة وأصحاب القدرات الفردية التي لها مزايا حل هذه الأساليب فأبقي علي أبو تريكة ودفع بمحمد زيدان في الشوط الثاني‏..‏ وعند مطالعة أحداث المباراة النهائية نجد اعتماد حسن شحاتة علي نفس التشكيلة التي خاض بها مباراة كوت ديفوار فيما فرضت الإيقافات علي الألماني أوتوفيستر المدير الفني لمنتخب الكاميرون إجراء عدة تغييرات في تشكيلته الأساسية وبدأ اللقاء جناح أيسر ورأس حربة وحيد هو صامويل إيتو بأسلوب‏4‏ ـ‏2‏ ـ‏3‏ ـ‏1‏ والذي وضح من خلاله رغبة أوتوفيستر في إيجاد كثافة عددية في منطقة الوسط‏..‏

وجاءت البداية الهجومية ـ كاميرونية ـ ولاحت فرصة للأسود عندما أرسل جيرمي كرة عرضية علي رأس إيتو ولكنها مرت بعيدا عن المرمي‏..‏ بعدها ذهبت الخطورة إلي المنتخب الوطني عبر تسديدات من خارج المنطقة الجزاء‏..‏ بدأت بقذيفة من سيد معوض بيسراه في يد كاميني بالدقيقة السابعة تلاه حسني عبد ربه بأخري من ركلة حرة مباشرة أمسكها بثبات كاميني‏..‏ وعاد الأخير ليخطئ في التقاط كرة طولية داخل منطقة جزائه لترتد إلي عمرو زكي علي بعد‏24‏ ياردة والمرمي الكاميروني خال من حارسه ولكن جاء التنفيذ سيئا من جانب زكي الذي سدد بيسراه بعيدا عن الشباك‏..‏

وعاد إدريس كاميني لينقذ مرماه من تسديدة زاحفة وخادعة لمحمد أبو تريكة وحولها لركلة ركنية مصرية لم تستغل‏..‏ بعدها فاجأ أوتوفيستر الجميع بإجراء التبديل الأول بإشراك جوب مبينيا بدلا من أليكساندر سونج لاعب الوسط المدافع المتأثر بالإصابة قبل اللقاء‏..‏ وتمر الدقائق الأخيرة بلا خطورة ويطلق كوي كودجا حكم اللقاء صافرة نهاية الشوط الأول معلنا التعادل السلبي بين مصر والكاميرون‏.‏

ومع انطلاق الشوط الثاني كانت المبادرة الهجومية للمنتخب ويلمع إدريس كاميني حارس مرمي الكاميرون في لدقبقتين‏6‏ و‏8‏ بتصديه لعرضية عمرو زكي وتسديدة قوية لحسني عبد ربه وتتنوع الركنيات المصرية في الدقائق التالية يتعامل معها دفاع الكاميرون وفي الدقيقة‏10‏ يجري الألماني أتوفيستر تغييرا هجوميا فيسحب إيمانا لاعب الوسط ويشرك محمد إدريسو كرأس حربة ثاني بجوار صامويل إيتو‏..‏ وفي الدقيقة‏15‏ يدفع حسن شحاتة بمحمد زيدان بدلا من عماد متعب وبعدها بدقيقة ترد العارضة فرصة ـ فرحة مصرية ـ

وتحرم المنتخب من هدف محقق ويضغط لاعبو المنتخب بشدة ويهتز لاعبو الكاميرون وفي الدقيقة‏33‏ يصنع محمد ابو تريكة الفرحة المصرية بتسجيله الهدف الأول للفراعنة بسيناريو قتالي لمحمد زيدان الذي صنع الهدف بمهارة بدأها بالضغط علي ريجوبرت سونج واستخلص الكرة وسقط وقاتل بشدة ثم مرر لأبو تريكة المنفرد الذي سدد بيمناه علي يسار كاميني مسجلا الهدف المصري ويضغط بعد الهدف منتخب الكاميرون وتشهد الدقائق الأخيرة ضغط كاميروني شرس وينطلق ثلاثي دفاعي هم بيل تشاتو وجيرمي وأتوبا في الوسط المصري‏..‏

ويدفع حسن شحاتة بمحمد شوقي وإبراهيم سعيد بدلا من عمرو زكي ومحمد أبو تريكة وزاد الحضري خلالها بشجاعه عن مرماه ليطلق كوفي كودجا حكم اللقاء صافرة النهاية معلنا فوز المنتخب الوطني علي نظيره الكاميروني بهدف نظيف