منتديات شباب العرب لكل العرب مدير المنتدى / سعيد حسين ياسين العطـار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات شباب العرب لكل العرب مدير المنتدى / سعيد حسين ياسين العطـار

لكل شاب ولكل فتاة في الوطن العربي والعالم الاسلامي اهديكم هذا العمل لوجه الله تعالى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ما هكذا تورد الإبل ..بقلم الكاتب الكبير فهمي هويدي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
said63
منتديات شباب العارب
منتديات شباب العارب
said63


عدد الرسائل : 4133
العمر : 60
تاريخ التسجيل : 14/02/2007

ما هكذا تورد الإبل ..بقلم الكاتب الكبير فهمي هويدي Empty
مُساهمةموضوع: ما هكذا تورد الإبل ..بقلم الكاتب الكبير فهمي هويدي   ما هكذا تورد الإبل ..بقلم الكاتب الكبير فهمي هويدي I_icon_minitimeالأربعاء يوليو 11, 2007 1:01 am

ما هكذا تورد الإبل
بقلم: فهمي هويدي

منذ متى كانت قضايا الأمن القومي لأي بلد تحسمها الاجتهادات الصحفية والمساجلات التليفزيونية، وثرثرة الجالسين في الصالونات وجنرالات المقاهي؟
(1)
سألني أكثر من واحد عن رأيي في موضوع أشرف مروان، واستغربت إحدى الصحفيات أنني لم أكتب شيئاً في قضيته، في حين أن الجميع اشتركوا في المناقشة، فأضفى عليه البعض مسحة من البطولة والوطنية، وذهب آخرون إلى اتهامه بالتجسس لحساب لإسرائيل. وكان رأيي ولايزال أن المناقشة ممكنة في حالة واحدة، هي أن تتوافر المعلومات الصحيحة عن الموضوع وأنا على ثقة أن لا أحد انتظر أن أدلي بدلوي في المسألة. حتى الذين سألوني كان كلامهم تعبيراً عن الدهشة بأكثر مما فيه من الرغبة في الاستفهام. أعني أنهم بعدما وجدوا أن كل من خط خطاً في جريدة، أو تحدث في برنامج إذاعي أو تليفزيوني تصور أنه ينبغي أن يقول شيئاً إما لترجيح وجهة نظر وإما للحديث عن ذكرياته مع الفقيد، فتصور بعض الشباب عندئذ أنني بدوري يجب أن يكون عندي كلام في الموضوع. والحقيقة أنني سكت لأنه لم يكن لدي ما أقوله، فليست لدي معلومات أرجح بها قولاً على قول، ولا لدي ذكريات من أي نوع مع الرجل. شجعني على الالتزام بهذا الموقف أمور ثلاثة هي: { ان كل المعلومات التي خرجت حول الموضوع مصدرها إسرائيل. وحين يكون "العدو" هو مصدر لخبر أو تقرير يتعلق بالأمن القومي لمصر، فإن التعامل مع معلوماته يجب أن يتسم بالحذر الشديد، فضلاً عن أن افتراض حسن النية في دوافعه ليس وارداً في كل الأحوال. { ان تسريب المعلومات المتعلقة بصلات أشرف مروان مع الموساد الإسرائيلي بدأ منذ أربع سنوات تقريباً، وجرى السكوت عليها طوال الوقت، فلا هو نفي شيئاً أو أكده، ولا مصر الرسمية قالت شيئاً في الموضوع. بالتالي فقد ظل الأمر معلقاً ومسكوتاً عليه طوال تلك المدة، إلى أن وقع حادث موته في لندن على النحو الذي يعرفه الجميع، الأمر الذي طرح العديد من الأسئلة التي كان ينبغي أن تتم الإجابة عنها قبل وفاته الغامضة. { ان الموضوع شديد الخطورة والحساسية بحيث تتعين مضاعفة الحذر في تناوله. ذلك أن عالم أجهزة المخابرات حافل بالعجائب والعلاقات المثيرة والمعقدة التي يتعذر الإمساك بسهولة بخيوطها الدقيقة وتحري الحقيقة في وقائعها. وبالمناسبة فإن المعلقين في إسرائيل ذاتها مختلفون حول الدور الذي قام به أشرف مروان، وهل كان عميلاً لإسرائيل أم عميلاً لمصر، أم أنه كان عميلاً مزدوجاً، بل إن أحد كتاب صحيفة هاآرتس-يوسي ميلمان- قال في 28/6 ان المخابرات المصرية هي صاحبة المصلحة في تصفيته جسدياً، واعتبر أن المخابرات الإسرائيلية ارتكبت خطأ تاريخياً فادحاً حين كشفت عن هويته. وشاركه في ذلك المعلق العسكري لصحيفة معاريف (عمير ربابابورت) الذي وصف كشف هوية مروان بأنه "أمر مخجل للدولة ووصمة عار في تاريخ المخابرات الإسرائيلية.. بل إنه يكشف عن مدى الانحلال الخلقي الذي يسري في جسم الدولة".
(2)
هذه القصة سمعتها من الدكتور كمال أبوالمجد: في أعقاب حرب 1973، دعت مصر مبعوثيها في الخارج إلى مؤتمر عقد في القاهرة، تولت تنظيمه أمانة الشباب بالاتحاد الاشتراكي التي كان هو مسئولاً عنها. وكان من بين المدعوين شاب طلب لقاء منفرداً مع الدكتور أبوالمجد، أبلغه فيه أن الموساد الإسرائيلي قام بتجنيده لحسابه، وأعطاه أدوات وأجهزة للاتصال، كما دفع له مالا لقاء ذلك. وأنه ضعف أمام ذلك الإغراء، لكنه يريد أن يبلغ الحكومة المصرية بكل ما قام به، وأن يقطع علاقته بالموساد. آنذاك لم يكن الدكتور أبوالمجد عضواً في الحكومة، وفضل أن يخاطب الرئيس السادات مباشرة في الموضوع. وحين تم له ذلك، فوجئ بأن السادات قال له، أبلغه أن يستمر في علاقاته معهم، ولا تشجعه على قطع صلته بهم. ومن الأفضل أن ينسق الأمر مع المخابرات المصرية، لكي تستفيد البلاد منه. لم يعرف الدكتور أبوالمجد ماذا حدث بعد ذلك، وانقطعت صلته بالشاب وبالموضوع، بعدما أصبح الأمر في أيدي مكتب الرئيس. ما أريد أن أقوله ان واقعة الاتصال بالإسرائيليين تحتمل أكثر من قراءة، ولا يمكن أن ترجح قراءة على أخرى من دون التدقيق في التفاصيل. وعندما تحدثت مع عدد من رجال المخابرات وخبرائها الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم، قالوا لي: ان عالم المخابرات يحتمل اتصالاً حتى مع الأعداء. وكثيراً ما تتعارك الدول وتتعارض مصالحها، لكن خطوط الاتصال تظل مفتوحة بين أجهزة مخابراتها. ولذلك لا يمكن تقييم عملية الاتصال، حتى مع العدو، إلا إذا تمت الإجابة عن عدة أسئلة من قبيل: من يقوم بالاتصال، وهل هو مخول أم غير مخول، ولحساب من يؤدي هذه المهمة. وما هو موضوع الاتصال؟ وما هي الحدود التي ينبغي أن يلتزم بها الشخص في ذلك؟ وما لم يتم التثبت من هذه التفاصيل، فإن أي كلام في الموضوع يظل مجرد تخمينات وتأويلات تحتمل الصواب والخطأ.
(3)
إحدى مشكلات الجدل حول الموضوع أنه مثار حول المعلومات التي سربها الإسرائيليون فقط. وهناك دلائل على أنها مجرحة وليست دقيقة. من ذلك أن الوثائق الإسرائيلية التي اعتمد عليها بعض الكتاب المصريين تتحدث عن أن أشرف مروان قدم نفسه إلى السفارة الإسرائيلية في عام 69، وأن علاقته بهم استمرت حتى عام 1975، وأنه تقاضى منهم ثلاثة ملايين دولار خلال تلك الفترة. وهذه الإشارة تعني أنه بدأ علاقته بهم أثناء حياة الرئيس عبدالناصر، حين كان أحد الملحقين بمكتبه، حيث تم إيفاده إلى لندن للتخصص الدراسي مدة سنة تقريباً. تقول الرواية الإسرائيلية أيضاً: ان مروان نقل إلى الموساد في عهد الرئيس عبدالناصر محضر اجتماعه مع الرئيس السوفيتي ليونيد بريجنيف، وان اتصاله بهم استمر في عهد الرئيس السادات، حتى أبلغ الإسرائيليين بقرار الحرب عام 73، وأن حدد لهم موعدها بفارق أربع ساعات بعد الموعد الأصلي، الأمر الذي اعتبره البعض خدعة من جانبه، في حين ارتآه آخرون خطأ في التفاصيل. مسئولو المخابرات وخبراؤها الذين ناقشتهم في الأمر وطلبوا عدم ذكر أسمائهم نقضوا تلك المعلومات، وشككوا في دقتها من عدة أوجه. هم يقولون مثلاً: انه من المستحيل أن تكون علاقة أشرف مروان بالإسرائيليين بدأت في عهد الرئيس عبدالناصر، ويشككون في حكاية تسريبه محضر اجتماع عبدالناصر مع بريجنيف، الذي عقد في عام 1969، قائلين: إن ذلك المحضر كان ضمن أوراق أخرى غاية في السرية والأهمية، موضوعه في خزانة لها مفتاحان مع شخصين اثنين، لم يكن مروان واحداً منهما، بل كان أبعد ما يكون عنهما. حتى السكرتير الخاص للرئيس وأفراد أسرته لم يكن يسمح لأي منهم بأن يصل إلى ذلك المكان. فكيف يتأتى ذلك لشاب مثل أشرف مروان، الحديث السن والحديث العهد بالوجود في الرئاسة؟ من ناحية ثانية فإن الادعاء بأن أشرف مروان ذهب إلى السفارة الإسرائيلية في لندن عام 69، وعرض عليهم التعاون مع الموساد تنقضه معلومات الأجهزة المصرية، التي تؤكد أن حدوث هذه الواقعة من رابع المستحيلات. ذلك أنه كان وقتذاك زوجاً لابنة الرئيس عبدالناصر، وتم ايفاده للعاصمة البريطانية في مهمة دراسية. وبسبب صفته تلك، فقد كان من الطبيعي والضروري أن يكون طول الوقت تحت الحراسة والرقابة. ومن المعلومات التي أكدها لي مصدر أثق باطلاعه على أجواء تلك المرحلة أن أشرف لم يكن يعلم أن ثلاثة أجهزة أمنية مصرية كانت تتابعه طول الوقت، من دون أن يغمض لها جفن عنه طوال الأربع والعشرين ساعة في اليوم. وبسبب هذه المتابعة المحكمة، لم يكن متصوراً أن يذهب صاحبنا بقدميه إلى مقر السفارة الإسرائيلية خلال مواعيد الدوام ليعرض عليها خدماته. وبهذه المناسبة فإن الإسرائيليين لم يحددوا بالضبط تاريخ اليوم الذي ادعوا أن مروان ذهب إلى سفارتهم فيه عام .1969 ويستند الخبراء المصريون إلى هذه النقطة للتشكيك في الادعاء بأنه نقل إليهم محضر اجتماع عبدالناصر وبريجنيف، لأن ذلك الاجتماع تم في شهر يناير، وكان اطلاع مروان على المحضر مستحيلاً في تلك الظروف، ويتساءلون كم من الوقت مضى بين موعد الاجتماع وبين التاريخ الذي قيل ان مروان زار السفارة الإسرائيلية فيه؟ من ناحية ثالثة فإن المسئولين السابقين الذين تحدثت إليهم استوقفهم كلام الإسرائيليين عن أن أشرف مروان سافر إلى لندن يوم 4 أكتوبر عام 73، واجتمع هناك بمدير الموساد وأبلغه بموعد الحرب، وقال هؤلاء المسئولون: إن سكرتير الرئيس للمعلومات الذي لا يغادر مكتبه إلى بيته إلا بعد استئذان الرئيس لا يمكن له أن يغادر مصر إلى لندن إلا بعلم الرئيس وموافقته. وحين يتم ذلك قبل الحرب بثمان وأربعين ساعة فإن ذلك ما كان له أن يحدث إلا بتوجيه من الرئيس وترتيب معه.
(4)
إذا جاز لنا أن نلخص المشهد فقد نقول: إن معلومات الموضوع كله خرجت من إسرائيل وكل ما حدث في مصر كان مجرد صدى لها. ومن المبادئ التي تعلمناها في مهنتنا على الأقل أن المرء لابد له أن يتثبت من المعلومة أولاً، قبل أن يتصدى لتحليلها أو التعليق عليها. وإذا كان ذلك هو الأصل في التعامل مع الأخبار العادية، فما بالك به إذا تعلق بالأمن القومي للبلد؟ أعني أن الواجب في هذه الحالة الأخيرة يصبح فريضة يتعين الالتزام بها بمنتهى الصرامة، إذ يصبح الأمر متعلقاً بأمن الوطن، الذي هو أكبر بكثير من شخص أشرف مروان وتعاطفنا معه أو حذرنا منه. في هذا الصدد فإنني لا أستطيع أن أخفي دهشتي من الطريقة التي تعاملنا بها مع القضية. ذلك اننا سكتنا طوال أربع سنوات، ظلت المعلومات الإسرائيلية خلالها هي المصدر الوحيد المتاح للباحثين والمعلقين، وحين انفجر الموضوع مجدداً بعد الوفاة الغامضة لأشرف مروان، فإن الذين ينبغي أن يتكلموا سكتوا، والذين كان عليهم أن يتحروا الأمر ويناقشوه، مثل لجنة الأمن القومي في مجلس الشعب، تجاهلوا الأمر كأنهم لم يسمعوا أصلاً بالخبر. أما الذين كان عليهم أن يتثبتوا من المعلومات أو ينتظروا حتى تظهر الحقيقة، فإنهم وحدهم الذين سارعوا إلى التحليل والتعليق وطرح الافتراضات وترجيح الاحتمالات. وفعلوا ذلك بأعصاب باردة وثقة وجرأة يحسدون عليها، كما لو كانوا يعلقون على مباراة فريقي الأهلي والزمالك أو عن موجة الحر التي هجمت على مصر. في أمر بهذه الجسامة فإن الوسيلة الوحيدة لحسم المسألة هي تشكيل لجنة من أهل الاختصاص المعنيين بالأمر لتقصي حقائق الموضوع والتثبت ليس فقط من صحة المعلومات التي ذكرت في صدده، وإنما أيضاً للاطمئنان إلى عدم وجود أي مساس بمقتضيات الأمن القومي للبلد. وتلك هي الصيغة المعتمدة في أي دولة مدنية تقوم على جهد المؤسسات وليس الأفراد. سيقول قائل: ان كلام الرئيس هو شهادة موثوقة لصالح أشرف مروان حسمت المسألة وبرأت ساحة الرجل. ورأيي المتواضع أن كلام الرئيس لا يستطيع أحد أن يشكك فيه وهو شهادة موثوقة لا ريب. ولست أشك في أنها انبنت على معلومات وليس اجتهادات، لكنها في كل الأحوال تظل شهادة ترجح احتمالاً، ولا تغلق باب الجدل واللغط حول الموضوع. بدليل أن مناقشته مازالت مستمرة في الصحف المصرية المستقلة والمعارضة، وفي الصحف الإسرائيلية (هاآرتس نشرت في 7/7 تقريراً مطولاً عنه تحت عنوان "موت الجاسوس المثالي") واطمئنان الرئيس إلى سلامة موقف أشرف مروان يريحنا بكل تأكيد، لكن من حق الناس بدورهم أن يعرفوا حقائق ما جرى في بلدهم إبان تلك المرحلة التاريخية العصيبة. ولن تتوقف البلبلة ويحسم الجدل إلا إذا أدرك الناس أن المؤسسة الأمنية المصرية قامت بتقصي حقائق ما جرى، وفندت المعلومات التي ذكرها الإسرائيليون، بما يضع الأمر كله في نصابه الصحيح، ويوفر للرأي العام القراءة المصرية لما جرى. وعندئذ فقط يصبح لكلام أصحاب الرأي مبرره ولاجتهادات "المعنيين" في الموضوع أساسا يستندون إليه. والأمر كذلك، فإن الرأي الوحيد الذي أستطيع أن أبديه الآن في الموضوع لا يتجاوز حدود شطر بيت الشعر العربي الذي صار مثلا اذ يقول: ما هكذا - يا قوم - تورد الإبل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://said63.yoo7.com
 
ما هكذا تورد الإبل ..بقلم الكاتب الكبير فهمي هويدي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الكاتب الكبير فهمي هويدي يكتب ..مع التحرير أم لاظوغلى؟
» الكاتب الكبير فهمي هويدي يكتب.مشكلة أنهم لا يريدون أن يفهموا
» تفكير في أمن مصر القومي 00بقلم: فهمي هويدي
» لنحتكم إلى الشارع... بقلم: فهمي هويدي
» للوطن وليس للطائفية للكاتب الكبير فهمي هويدي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شباب العرب لكل العرب مدير المنتدى / سعيد حسين ياسين العطـار  :: الوطن العربي بلاد العرب أوطاني :: ثورة شباب مصــــــــــــر 25 يناير 2011..EGYPT-
انتقل الى: