الجمهورية الإسلامية الإيرانية (1980– حتى الوقت الحاضر)
تحرير
ولقد بقيت إيران تفتقد الى حكومة مركزية موحدة منسجمة، إذ كانت تحكم حكومات إقليمية محلية نقاط مختلفة من البلاد حتى قيام الملكية الصفوية (1501) ثم تلته السلالة الملكية الأفشرية و بعدها الزندية فالقجارية، ولقد استمر هذا النوع من الحكم الإستبدادي سائدا في إيران، حتى إنقراض السلالة البهلوية التي تلت القاجارية والتي كانت آخر نظام ملكي امبراطوري في تاريخ إيران.
و قد اعلنت الجمهورية الإسلامية بعد إنتصار الثورة الإسلامية في(22-11-1357هش= 10-2-1979) ولكن قبل الحديث عن الثورة الإسلامية فلا بد من ذكر ثورتين شهدتها إيران خلال القرن العشرين، وهي الثورة الدستورية وثورة مصدق.(1)
الإيرانيون قد عرفوا في التاريخ بالفرس. ظهر الفرس الأوائل في هضبة إيران الوسطي في مطلع القرن السادس ق.م. فلقد وجدت آثار تدل علي وجود إنسان ماقبل التاريخ يرجع تاريخه لخمسة آلاف سنة ق.م. كما عثر علي حضارة متقدمة من بينها القطع الفخارية المتطورة في سيالك قرب كاشان. وكان أول ظهورهم علي الساحل الشرقي للخليج العربي. وبعد سقوط نينوى عاصمة الإمبراطورية الآشورية عام 612 ق.م. قام قورش بتأسيس الإمبراطورية الفارسية عام 559 ق.م. وضم الميديين والليديين والكلدانيين في بلاد مابين النهرين له بما فيها مدينة بابل .
ومات قورش عام 530 ق.م. وتولي ابنه قمبيز الثاني الذي إستةلي علي مصر عام 525 ق.م. وأصبحت إمبراطوريته تمتد من نهر السند حتي نهر النيل وفي أوروبا حتي مقدونيا التي كانت تعترف بالسيادة الفارسية. وبعد إنتحاره عام 533ٌ ق.م. تولي ابنه داريوس (دارا) الأول (الأكبر) وأخمد الحروب وحكم الإمبراطورية الفارسية حكما مطلقا لأنه يتمتع بالحق الإلهي وكانت البلدان التابعة له تتمتع بحكم ذاتي وكان الحكام بها أقوياء يتجسسةن لحسابه . وكان متسامحا مع هذه البلدان ولم يخضع شعوبها لعقيدته أو للثقافة الفارسية. وأنشأت هذه الإمبراطورية الطرق المتفرعة والتي كانت توصل مدبنة سوس العاصمة بالخليج جنوبا وبالبحر الأبيض المتوسط وبحر إيجه. وأقيم نظام البريد . وظل داريوس في حرب مع الإغريق حتي وفاته عام 486 ق.م. وكان قد أخضع المدن الإغريقية في آسيا الصغرى.
وبعده تولي ابنه إجزركسيس الذي أخمد ثورة المصريين علي حكم الفرس. وأراد أن ينتقم من أثينا واليونانيين بعد تمرد الأيونيين أيام أبيه. فتواصلت مسيرة جيشه حتي بلغت الأكروبول علي مشارف أثينا. لكنه إنهزم أمام صمود الأثينيين عام 497 ق.م. وأغرقوا الأسطول الفارسي في مياه ميكال. وفي القرن الرابع ق.م. ضعفت دولة الفرس . وكانت فريسة سهلة للإسكندر الأكبر ودارت بينه وبينها حروب إستمرت منذ عام 334 ق.م. وحتي 330 ق.م. وظلت تحت حكم ملوك الإغريق حتي إستولي عليها الرومان ما بين القرنين الثاني والأول ق.م. حتي قام أردشير عام 227 م. بتأسيس الإمبراطورية الساسانية الفارسية التي ظلت قائمة حتي أسقطها المسلمون في فتوحاتهم الكبري بالقرن السابع. أصل كلمة إيران كلمة آري (آريون) وتعني "الطاهر" والإيرانيون لا ترجع أصولهم لقبائل شمال وشرق الهند كما يقال وانما كانت تلك المنطقة تتبع لبلاد فارس.
وقد نزحوا إلي غرب فارس عام 2000ق.م. أيام حكم الآشوريين. واقاموا لهم إمبراطوريتهم الفارسية التي بلغت أوجها أيام الملك قورش عام 55 ق.م. والإمبراطور دارا وخلفه زيركس حيث كانت تضم مصر العليا (الدلتا ) واليونان وآسيا الصغري والهند وتركستان .أقاموا خدمة بريدية، ومهدوا الطرق ، وشجعوا التجارة وفنون الكتابة. وحاولوا دمج الحضارات البابلية مع الفرعونية والآشورية والليدية (أنظر: ليديا)، إلا أن الإسكندر الأكبر أسقط هذه الإمبراطورية في القرن الرابع ق.م. لكنهم استطاعوا التخلص من حكم الإغريق لبلدان الشرق الأدنى إبان القرن الثالث ق.م.، واستعادوا قوتهم. لكن الساسانيين استغلوا النزاعات الداخلية ووحدوا فارس. وقاموا بنهضة . لكنهم دخلوا في حروب مستمرة مع البيزنطيين طوال أربعة قرون حتى جاء الإسلام في القرن السابع الميلادي .
السياسةالنظام السياسي