مقارنة بين يناير/ فبراير 2009، ويناير/ فبراير 2011
لن أتحدث عن موقفي من ثورة 25 يناير ومطالبها التي لم تتغير منذ أول يوم لها كما يدعي بعد (الفتايين)، فلقد أصبحت كشمس أغسطس للبرية أجمع.
ولن أتحدث عن وزارة الداخلية وما حدث منها، ولن أتحدث عن بلطجية الحزب الوطني وما حدث منهم، فكل هذا يعلموه أولى الألباب، حفظ الله لهم ألبابهم من التليفزيون المصري.
ولكن سأتحدث عن شيء أخر، أعتقد أن هناك الكثريين لاحظوه مثلي، هذا الشيء مجرد مقارنة بين يناير/ فبراير 2009، ويناير/ فبراير 2011:
2009: كان كل العالم يتظاهر أمام السفارات المصرية، يعلن رفضه للموقف المصري المهين، ويرفع شعارات تسب مصر ونظام مصر وشعب مصر الصامت على ما يحدث.
2011: كل العالم يتظاهر أمام السفارات المصرية وبالميادين، يعلن تضامنه مع الشعب المصري، ويهتف لمصر وشعبها، ولكنه يصر على الهتاف ضد حكومة مصر وسب النظام المصري.
2009: على كل مواقع التواصل الإجتماعية، صور لعلم مصر محروقة جنبا إلى جنب مع علم إسرائيل وأمريكا.
2011: على كل مواقع التواصل الإجتماعية، علم مصر يرفرف بشموخ.
2009: تحتل الإخوان المنشتات الرئيسية بالصحافة القومية، هم متأمرون مع حماس لتهيج الشعب المصري والضغط على حكومته لفتح معبر رفح.
2011: تحتل الإخوان المنشتات الرئيسية بالصحافة القومية، هم متأمرون مع جهة (الله أعلم بها) لتهيج الشعب المصري، ليسقط نظامه، والإعتصام بميدان التحرير.
2009: مئات البلاغات من الحقوقيين والنشطيين السياسيين ضد النظام المصري، لرفضه دخولهم لمعبر رفح والتوجه لمناصرة شعب غزة وتوصيل صوته للعالم.
2011: مئات البلاغات من الحقوقيين والنشطيين السياسيين ضد النظام المصري، لرفضه دخولهم ميدان التحرير والتوجه للشعب المصري لمناصرته وتوصيل صوته للعالم.
2009: غزة تحرق علم مصر وصورة الرئيس مبارك.
2011: غزة ترفع علم مصر، وتصر على حرق صورة الرئيس مبارك.
2009: كنتاكي كان رمزا للخيانة، فكل من يأكله يصير عميل ولا يقاطع قتلة الأطفال.
2011: كنتاكي الراعي الرسمي للوطنية بمصر.
2009: حملات تبرع بالمستلزمات الطبية لتدخل لجرحى غزة عن طريق معبر رفح.
2011: حملات تبرع بالمستلزمات الطبية لتدخل لجرحى الثورة بميدان التحرير.
2009: الأنظار تتجه لأجندة مصر الخاصة بالحرب ضد غزة.
2011: الأنظار تتجه لعميلة التكاثر الذاتي للأجندات بميدان التحرير، فهي تتكاثر وتنتشر وتتوغل وتقتل.
2009: الشهداء تسقط تحت سماء غزة برصاص الإسرائليين.
2011: الشهداء تسقط تحت سماء مصر برصاص الأمن المركزي.
2009: كلمة مصري تعني، خائن، عميل، ولا مانع من صهيوني خنزير.
2011: كلمة مصري تعني الفخر، القوة، الشجاعة، الشهادة، جنود الله.
2009: الشهداء بغزة تموت برصاص made in USA .
2011: الشهداء بمصر تموت برصاص made in USA .
2009: كم من عار أحمله فوق رأسي لأني مصرية، عشت لأرى هذه السنة!.
2011: كم أفخر بأني مصرية، عشت لأرى هذه السنة!.
هي مقارنة بسيطة للغاية، بلا أرقام أو إحصائيات، دونتها لأولي الألباب.
منقول من جريدة المصري اليوم صحافة المواطن
7/2/2011