أحمد ياسين
عدد الرسائل : 413
العمر : 26
تاريخ التسجيل : 03/04/2007
 |  موضوع: فاروق الباز .. حلق في «الفضاء»  الخميس يونيو 07, 2007 3:18 pm | |
| فاروق الباز .. حلق في «الفضاء» بعد أن لفظته أرض مصر[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]«لم أتخيل إطلاقا أن أهاجر من بلدي» عبارة تعكس كم يرتبط العالم الكبير فاروق الباز بمصر رغم هجرته مجبرا منذ عام ١٩٦٦ إلي الولايات المتحدة وارتباطه ببلاده لا يقتصر فقط علي الشعارات والعبارات الجوفاء، لكنه لا يترك فرصة إلا ويسهم بفكرة أو مشروع.كان الباز متفوقا منذ صغره، وسافر إلي أمريكا عام ١٩٦٠، حيث حصل علي الدكتوراه عام ١٩٦٤ واصطدم بمفاجأة قاسية لم تكن في أسوأ توقعاته، حينما جمع أبحاثه وعاد إلي مصر حالما بإنشاء معهد عالٍ للتكنولوجيا، لكنه فوجئ بأنه قد عين مدرس كيمياء في المعهد العالي للسويس، إلا أنه لم ييأس واتصل «رجل القمر والمريخ»، كما يلقبه زملاؤه بالمسؤولين لتنفيذ حلمه، إلا أن جهوده باءت بالفشل بعد ٣ شهور من المثابرة، واضطر إلي الذهاب لتسلم عمله في المعهد، ولكن القدر كان حليفه بعدما تخلي عنه المسؤولون، حيث التقي بأحد زملائه الفيزيائيين ونصحه بعدم تسلم العمل حتي لا يفقد كل شيء، وبذكاء العالم «احتال» الباز بطريقة مشروعة علي إدارة المعهد واستطاع سحب أوراقه والسفر سرا إلي أمريكا.وهناك بدأ رحلة شاقة للبحث عن عمل ولم تقبله أي جامعة من الجامعات، لكن كانت مثابرته سببا لنبوغه، حيث بعث بنحو مائة طلب إلي شركات للالتحاق بها، حتي طلبته وكالة «ناسا» التي كانت تحتاج وقتها جيولوجيين متخصصين في القمر، وقد أثارت هذه الموافقة دهشته لأنه لم يكن يعلم شيئا عن جولوجيا القمر.وبزغ نجم الباز في أحد المؤتمرات الجيولوجية، حيث سأله أحد الجالسين عن كتاب يجمع تضاريس القمر، فأجابه «لا حاجة لنا إلي أي كتاب فنحن نعرف كل شيء عنه»، وكانت إجابته مقدمة لأبحاث استمرت ثلاثة أشهر كاملة، عكف خلالها علي دراسة ٤٣٢٢ صورة وتوصل إلي معلومات متميزة، أهمها اكتشافه وجود ما يقرب من ١٦ مكانا يصلح للهبوط فوق القمر، وعندما تم تنظيم المؤتمر الثاني وعرض الباز ما توصل إليه، قام نفس السائل في المؤتمر الأول، وقال: «اكتشفت الآن أننا لم نكن نعرف شيئا عن القمر»، ومن هنا دخل العالم المصري تاريخ ناسا، وأوكلت له مهمتان رئيسيتان في أول رحلة لهبوط الإنسان علي سطح القمر، الأولي هي اختيار مواقع الهبوط والثانية تدريب طاقم رواد الفضاء علي وصف القمر بطريقة جيولوجية علمية وجمع العينات المطلوبة.وبعد ذلك كتب الباز اسمه في تاريخ العالم بانطلاق رحلة «أبوللو» ونجاح المهمة وقيام نيل آرمسترونج أول من هبط علي سطح القمر بإرسال رسالة إلي الأرض باللغة العربية تقديرا لأستاذه الباز، وبعد انتهاء مهمة «أبوللو» شارك العبقري المصري في معهد "Smithsonian" بواشنطن لإقامة وإدارة مركز أبحاث الكون في المتحف الدولي للفضاء.وفي عام ١٩٨٦ انضم إلي جامعة بوسطن، مركز الاستشعار عن بعد، باستخدام تكنولوجيا الفضاء في مجالات الجيولوجيا والجغرافيا وقام بتطوير نظام الاستشعار عن بعد لاكتشاف بعض الآثار المصرية.واتجه الباز بعد ذلك إلي دراسة الصحراء ولايزال يهتم بتصوير المناطق الجافة، خاصة في صحراء شمال أفريقيا، وتميز باستخدام التقنيات الحديثة في الدراسة.هل يمكن أن نصنع يوما «مصراً جديدة» في غير الأرض التي نعيش عليها أكبر وأقوي وأسعد من الحالية، حلم عمره ٢٥ عاما لايزال يراود العالم الكبير بالرغم من هجرته منذ نحو ٣٠ عاما، وقد نقل حلمه علي الورق في مشروع أطلق عليه «ممر التعمير في الصحراء الغربية»، ويهدف إلي انتقال السكان من المناطق التي يتكدسون فيها «في ٦% من مساحة مصر» إلي داخل الصحراء لتتحول بممر مائي جديد مواز للنيل إلي مناطق زراعية وصناعية وسياحية.وبالرغم من معارضة الكثيرين وعلي رأسهم الدكتور رشدي سعيد العالم الجيولوجي الكبير لحلم الباز، فإن الأخير يصر علي أنه مشروع القرن الـ ٢١، وبدون تنفيذه لن تقوم نهضة في البلاد، معتبرا أن البيئة المصرية ينتظرها تهديد كبير، وهذا المناخ لا يبشر بحدوث تقدم أو حتي يوفر فرصة الحفاظ علي الوضع الحالي.وكعادة «الملك»- وهو اللقب الثاني الذي أطلقه زملاؤه عليه- في المثابرة قدم فكرته عن ممر التعمير منذ أوائل الثمانينيات إلا أنها رفضت مرتين، السبب كما قال المهندس حسب الله الكفراوي وزير الإسكان الأسبق إن المشروع يحتاج إلي مليارات «ويا فاروق العين بصيرة والإيد قصيرة»، إلا أنه عاد وطرح الفكرة مرة أخري، وقامت الحكومة بدراسة المشروع وطرحت مسابقة لأفضل طريقة تنفيذ علي خريجي كليات الهندسة والتخطيط العمراني.ومن فرط حماسه الرجل لمشروعه، يهتم بكل ما يكتب ويقال بخصوصه، حتي إنه شارك طلبة كلية الهندسة بجامعة المنصورة مشروعات تخرجهم العامل الماضي عن طريق «الفيديو كونفرانس» لأنها كانت حول الممر ووعدهم ببحث مشروعاتهم وتقديم الأصلح منها للحكومة المصرية للتنفيذ.ولايزال الباز الحائز علي ما يقرب من ٣١ جائزة، مهموما بقضايا بلده وعروبته، ولا يزال يطرح حلولا لبناء الإنسان المصري والعربي، داعيا إلي تسليحه بالعلم والمعرفة حتي تكون لديه ثقة في نفسه، ودعا في مشروع «ممر التعمير» لأن يكون للشباب النصيب الأوفر سواء في الجهد أو العائد، حتي يستعيدوا روح الانتماء للوطن، ولا يتوقف عن مناشدة العلماء المصريين بالخارج لمساعدة بلادهم حتي ولو تم تجاهلهم ويقول: «لا يصح أن يبتعد العالم فهذا خطأ لأنها بلدنا وليست بلد الحكومة ولابد أن نحارب لتطويرها».ويري الدكتور محمد شريف الإسكندراني نائب رئيس أكاديمية البحث العلمي لقطاع التنمية التكنولوجية، أن وجود العلماء المصريين في دول بها إمكانات بحثية كبيرة يعود بالنفع علي بلادهم وسيكون أفضل كثيرا، مؤكدا أن الباز أفاد مصر علميا وهو بالخارج ومن أبسط مساهماته إرسال المنح الدراسية والبعثات للطلبة المتفوقين.
| |
|
